ارتفع هرمون الحليب بسبب الدوجماتيل، فما الحل؟

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مريض قولون عصبي، وصرف لي الطبيب دوجماتيل 50 مرتين في اليوم منذ 9 أشهر، ومنذ أسبوع أحسست بألم في حلمة الثدي عند الضغط عليه، وانتفاخ بسيط، وعند عصر الحلمة يخرج قليل من سائل شفاف، واليوم توقفت عن استعمال الدوجماتيل.

فهل إذا أوقفت الدوجماتيل ينزل هرمون الحليب لمستواه الطبيعي؟ أنا خائف من آثاره، وهل وقف العلاج يسبب لي مشاكل؟ انصحوني.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ dream حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالدوجماتيل - والذي يعرف علميا باسم سيلبرايد - بالفعل قد يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب (برولاكتين) عند الرجال، وكذلك عند النساء، عند النساء آثاره الجانبية قد تتمثل في اضطراب في الدورة الشهرية، ونزول حليب أو سائل يشبه الحليب من الثدي حتى وإن لم تكن المرأة مرضعة. هذا في الحالات الشديدة، لكن كثيرا من النساء استعملن هذا الدواء ويرتفع هرمون الحليب لديهن، ولا يكون هنالك أي أثر سلبي.

بالنسبة للرجال: ربما يؤدي إلى ارتفاع الحليب إلى ضعف بسيط في الرغبة الجنسية، وأقول: ضعف بسيط ولعدد قليل من الرجال، ليس كلهم، وقد يحدث تضخما في الثدي - أو ما نسميه بالتثدي - هذا يحدث في حالات الاستعمال المزمن للدواء، أي أن يتناول الإنسان الدواء أكثر من ثلاثة أشهر، وأن تكون الجرعة عالية نسبيا، لكن حتى مع الجرعات الصغيرة - مثل جرعتك هذه - قد يحدث ارتفاعا في هرمون الحليب، وإن كان هذا نادرا.

عموما الذي حدث لك الآن مقدور عليه تماما، لأنك قد توقفت عن استعمال الدواء، وأنا أؤكد لك أن الهرمون سوف ينزل ويقل تدريجيا، وفي خلال أربعة إلى ستة أسابيع سوف يرجع لوضعه الطبيعي.

أنت لم توضح إن كنت قد قمت بإجراء قياس لمستوى البرولاكتين - هرمون الحليب - أم لا، طبعا إذا كنت قمت بهذا الفحص فيمكنك أن تعيد الفحص مرة أخرى بعد شهرين من الآن، وسوف تجد أنه لا أثر لارتفاع الهرمون، لكن حتى وإن لم تجر أي فحص ما دمت قد تركت الدواء نقول أن أثره سوف ينقطع تماما، وأنصحك - أخي - ألا توسوس حول هذا الموضوع، فهو قد انقضى وانتهى تماما، لا أثر سلبي له لا الآن ولا في المستقبل، لن يؤثر أبدا على الصحة الإنجابية أو الذكورية بالنسبة لك.

أما بالنسبة لعلاج حالتك - وهي مرض القولون العصبي أو العصابي - والذي أحسب أنه مرتبط بحالة قلقية، فأنا أقول لك: كن إيجابيا في أفكارك وفي مشاعرك، ولا تقلق، الرياضة من العلاجات الناجعة جدا لعلاج القولون العصبي وما يتصل به من قلق نفسي. تنظيم الوقت، التواصل الاجتماعي.

كل هذه الأمور أمور مطلوبة، وإن احتجت لأي دواء نفسي خافض للقلق فتوجد أدوية كثيرة جدا، ولا ترفع أبدا من هرمون الحليب، كل مضادات الاكتئاب - أو نستطيع أن نقول: معظمها على وجه الدقة - حين يتم تناولها بجرعات صغيرة هي مضادات للقلق، وذات فائدة كبيرة جدا، مثلا عقار بسيط وقديم مثل التفرانيل - والذي يعرف علميا إمبرامين - بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يعالج القولون العصبي بصورة ممتازة جدا، خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين إلى ثلاثة ثم يتم التوقف عنها، الأدوية الحديثة أيضا مثل السبرالكس - مثلا - بجرعة بسيطة (خمسة مليجرام) يوميا لمدة شهرين إلى ثلاثة، وهكذا.

إذا الخيارات موجودة، وهي كثيرة، وكما ذكرت لك: العلاج الطبيعي من خلال تنظيم الوقت، والرياضة، والتفكير الإيجابي، والصلاة في وقتها، والدعاء، والتطور المهني مهم، لا بد أن تبحث عن عمل -أخي الكريم-، العمل يمثل قيمة للرجل، وهو وسيلة تأهيلية ممتازة لعلاج النفوس والأجساد، وفيه طبعا النفع المالي ولا شك في ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات