أيهما أفضل لعلاج الفصام وصحتي نيبازان أم الريسبريدون؟

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشكر موقعكم الرائع على الجهود التي يقوم بها في خدمة الناس، وجزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة.

أنا شاب عمري 33 سنة من المغرب، مريض بانفصام الشخصية منذ سبع سنوات تقريبا، ولكن ليس حادا، بل خفيف و-الحمد لله-.

أتابع عند دكتور في الطب النفسي، وتناولت العديد من الأدوية، كان آخرها الريسبريدن 2ملغ، وتحسنت حالتي و-لله الحمد-، ولكنني في الشهر الأخير زرت الطبيب المتابع لحالتي، وخفض الجرعة، فصرت أتناول الريسبريدون 2 ملغ يوما بعد يوم، وبعد أربعة أيام أحسست بعدم الارتياح، وربما عودة المرض الأصلي، تحولت إلى إنسان حساس وشكاك ومتوتر.

بعد أيام اتصلت بالطبيب المتابع لحالتي وأخبرته بالأمر، وطلب إرجاع الجرعة القديمة أي 2ملغ من الريسبريدون يوميا، ورغم عودتي إلى الجرعة الأصلية لم أشعر بالتحسن، وبقيت حساسا وشكاكا و ضعيف الشخصية ومرتبك.

رجعت إلى الطبيب رغم بعده عن المدينة التي أقطن فيها، وأخبرته بالأمر، فقام بتغير الدواء وأعطاني
نيبازان nepazan 10 (الاونلازابين)، حبة كل مساء.

بعد أربعة أيام من استعماله أحسست ببعض الهيجان والتلعثم في الكلام، رغم أنني استعدت قوة الشخصية.

- هل الدواء الأخير نيبازان10 سليم لصحتي؟ وليس له أعراض؟ وهل هو أفضل من الريسبريدون؟
- هل يمكن أن تتحسن حالتي وأترك الدواء؟
- أنا مقبل على الزواج فبماذا تنصحونني؟

وجزاكم الله خيرا في الدنيا والآخرة لما تقدمونه من إرشادات ونصح للناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد86 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

الحمد لله أنك مدرك لحالتك، وهذه البصيرة وهذا الإدراك وبهذا المستوى الطيب والممتاز يجعلني أصل لقناعة أن حالتك بسيطة جدا، لأن معظم مرضى الفصام لا يدركون حقيقة أعراضهم بدقة، وهذا الافتقاد للاستبصار يعتبر هو العرض الجوهري في مرض الفصام، حالتك ربما تكون أحد الحالات التي تشبه الفصاميات، أو مرض من أمراض الظنانيات، و-إن شاء الله- هذه خفيفة وبسيطة، لكن قطعا أنت تتطلب العلاج.

جرعة الرزبريادون التي كنت تتناولها -وهي اثنين مليجرام- كانت جرعة وقائية بسيطة، وبعد أن خفض الجرعة إلى يوم بعد يوم حدث ما حدث، السبب في هذه الانتكاسة التي أتتك هو أن الرزبريادون دواء عمره النصفي في الدم ليس لأكثر من أربع وعشرين ساعة، يعني: أنت تحتاج لجرعة يومية، وليس جرعة كل ثماني وأربعين ساعة، مع احترامي الشديد لرأي الأخ الطبيب الذي نصحك بأن تأخذ حبة يوما بعد يوم، كان الأجدر والأفضل أن تأخذ واحد مليجرام يوميا، إذا أصلا كان هناك قرار حول تخفيض الدواء والتوقف عنه.

عموما أنت الآن تستعمل الأولانزبين، وهو دواء ممتاز جدا، فعال جدا، قوي جدا لعلاج الأمراض الظنانية الشكوكية والفصامية، عيبه الوحيد أنه ربما يزيد النوم قليلا لدى بعض الناس، لكن هذا أيضا قد يكون مطلوبا في بعض الأحيان، كما أنه يفتح الشهية نحو الطعام لدى بعض الناس، بخلاف ذلك فهو أنقى وأفضل، ولا يسبب أي نوع من الرعشة أو ارتفاع في هرمون الحليب كما يحدث في حالة عقار رزبريادون، بالرغم من أنه هو أيضا دواء ممتاز.

ما حدث لك من تغيرات من حيث شعورك بالهيجان والتلعثم في الكلام: المطلوب فقط أن تتناول الجرعة ليلا مبكرا، حاول الساعة الثمانية أفضل.

التلعثم والثقل في الكلام معروف مع الأولانزبين إذا تناوله الإنسان في وقت متأخر من الليل، خاصة في الأيام الأولى للعلاج، فاستمر عليه، وربما بعد أن تستقر حالتك ربما تحتاج لخمسة مليجرام فقط، لكن اترك هذا الأمر لطبيبك، وهو ليس أفضل من الرزبريادون من ناحية القيمة العلاجية، لكنه يحسن النوم أفضل، ولا يرفع هرمون الحليب، لكن الفعالية العلاجية لكلا الدوائين فعالية واحدة.

وبعد أن تستقر أحوالك كما ذكرت لك سوف يخفض الطبيب الدواء، الجرعة خمسة مليجرام، ربما تكون هي الجرعة الوقائية المناسبة بالنسبة لك، وهي تقريبا تعادل اثنين مليجرام من الرزبريادون، لكن لا تقطع الدواء، أنت من الواضح تحتاج لجرعة وقائية بسيطة.

مراحل العلاج الدوائي: نبدأ دائما بجرعة تمهيدية، ثم ننتقل للجرعة العلاجية، ثم ننتقل للجرعة الوقائية، فاصبر عليها، وهذا لن يؤثر عليك في الزواج، واستمر على علاجك، وإن رأى الطبيب أن يرجعك للرزبريادون مرة أخرى هذا أيضا لا بأس به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات