أعاني من مشكلة التعلق بالمعالجات النفسيات، ما الحل؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو سمحت يا دكتور، ما أسباب التعلق المرضي؟ لأني والدكتورة لم نعرف كيف نحدد السبب!

وكل دكتورة تعالجني أتعلق بها، كيف أتخلص من هذا؟ مع العلم أن كل من أتعلق بهم نساء بمواصفات معينة، وعندما تذهب واحدة أبحث عن أخرى، فهل هذه مثلية؟ مع العلم أني لا أفكر أن أمارس أي شيء معهم.

بالنسبة للمعالجة أستمرت لسنة ومعها فيه تحسن إلى حد ما، لكن حاليا تمللت من الجلسات وأريد أن أنهيها وأخرج، وأشعر أن كلام الدكتورة مزعج؛ لأنها تكرر كلاما أعرفه وتمللت منها! والتشخيص هو شخصية حدية ووسواس قهري فوق المتوسط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.

التعلق المرضي هي حالة من بناء الاعتمادية على شخص ما لدرجة أن الإنسان يجد من الصعوبة فراقه أو أن يتوقف عن التواصل معه، وهذا التعلق ربما يكون ناتجا من مكاسب ثانوية، أن تكون هنالك فوائد وجدانية عاطفية، أو فوائد مادية، أو -كما تفضلت- أن يكون ذلك ناتجا من ميول جنسية منحرفة.

في بعض الأحيان يكون الشخص الذي يعتمد على شخص آخر مفتقدا لتكامل البناء النفسي، بمعنى أن شخصيته لم تصل لطور الاستقلالية والاعتماد على الذات.

قد يكون هذا التعلق أيضا هروبا من واقع آخر، إذا بنت في الإنسان كراهية لمواقف معينة أو أماكن معينة أو أشخاص معينين ربما يوجه كل طاقاته النفسية للتعلق بعلاقة بديلة.

لا أريدك أبدا أن تنظري لهذا الموضوع كموضوع يصعب علاجه، هذه حالة بسيطة جدا، كل الذي تحتاجينه هو أن تقرري أن تكوني أكثر اعتمادا على نفسك، أن تكوني أكثر صلابة من الناحية الوجدانية ومن الناحية المزاجية ومن الناحية العاطفية، وأن تنظري إلى نفسك كشخص مستقل له كيانه، له وجدانه، له احترامه، له مهاراته، وهكذا... إذا النظر إلى نفسك من هذه الزاوية سوف يساعدك كثيرا للتخلص من هذه الاعتمادية المرضية.

الأمر الآخر: لا بد أن تفجري طاقاتك في اتجاهات مفيدة، مثلا: أن تنضمي لجمعية ثقافية، أو جمعية اجتماعية، أو خيرية، جمعية نسائية، هذا يفجر طاقاتك نحو مواقف أفضل، يكون فيها الكثير من التسامي ومن النمو الإيجابي ومن السمو، وهذا في حد ذاته نعتبره بديلا كبيرا جدا للعلاقات الاجتماعية المرضية.

المطلوب منك الآن هو أن تستفيدي مما تعلمته من هذه المختصة، ويمكن أن تتوقفي عن هذه الجلسات، أو تجعليها مثلا بمعدل مرة واحدة كل أسبوعين، بمعنى جلسة أو جلستين في الشهر، هذا يكفي تماما.

لكن لا بد أن تضعي لنفسك أيضا برامج حياتية اجتماعية إيجابية، تحسني إدارة وقتك، تتواصلي اجتماعيا، تجتهدي في أن تواصلي تعليمك مثلا، أو تبحثي عن عمل مناسب، أن يكون لك وجود حقيقي داخل أسرتك، وبر الوالدين شرط أساسي لارتفاع الكفاءة النفسية، أن تحرصي على صلواتك في وقتها، أن تحاولي أن تحفظي شيئا من القرآن الكريم... هذه كلها تملأ الفراغات النفسية الوجدانية التي بنت لديك الميول للاعتماد المرضي على الآخرين.

قطعا الوساوس تحقر، ولا تتبع، وقطعا تناول علاج دوائي سوف يفيدك مثل البروزاك، ومعه جرعة صغيرة من التوباماكس، فهو مفيد جدا للشخصية الحدية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات