كيف أتخلص من الخوف والقلق والاكتئاب؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من عدم الثقة بالنفس منذ الصغر، حيث كنت لا أستأذن المدرس للذهاب إلى الحمام خوفا من المواجهة، وأرى نفسي أقل من الآخرين، مع الشعور بالخوف والقلق، وأخاف من الظلام والأماكن المرتفعة، وأشعر بالموت عند النوم، وأهرب من الشعور بالاكتئاب بالحديث عن الجنس والعادة السرية مع أشخاص عبر مواقع التواصل، وفي العمل لا أرفض تعليمات المدير حتى لو كنت مضغوطا بالعمل، وأحسب النقود أكثر من مرة، وأفكر كثيرا في أولادي وفي إصابتهم بأشياء سيئة، وزوجتي عصبية جدا، وأخشى أن يؤثر ذلك على علاقتنا الزوجية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي الكريم: الله تعالى حبانا بالعقل وبالحكمة وبالبصيرة من أجل أن نميز ما بين الخير والشر، والخطأ والصواب، والحلال والحرام، ونختار لأنفسنا ما هو طيب وجميل وذو جدوى.

من المؤلم جدا – أخي الكريم – أنك تعاقب نفسك من خلال التهرب والانفراد مع أشياء في الإنترنت – كما ذكرت – وتتحدث عن الجنس والعادة السرية، هذا – يا أخي – تحطيم للذات، بل هو إهانة للذات، أنت محتاج لان ترتقي بنفسك، والتهذيب ونقاء النفس يأتي من خلال استشعار مشاعرنا وجعلها دائما إيجابية ومسؤولة، فأرجو – يا أخي الكريم – أن تنقي نفسك وأن ترتقي بها، هذا أمر مهم جدا.

موضوع الثقة بالنفس والخوف والتهرب: هذا كله نوع من التعامل السلبي مع الوجدان، مع العواطف، وعلاج هذا يكون من خلال اللجوء لما نسميه (تفعيل الذكاء الوجداني/العاطفي)، الإنسان لديه ذكاء أكاديمي، وهو الذكاء الذي نتعلم من خلاله العلوم الأكاديمية ونكتسب بعض المعارف هنا وهناك، هذا هو الذكاء الأكاديمي – أو ذكاء العقل – أما الذكاء العاطفي فهو يعتبر ثراء العلوم، وهو الطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا ومع عواطفنا بصورة إيجابية، وكذلك نتعامل مع الآخرين بصورة إيجابية. فيا أخي الكريم: الإنسان إذا غضب يجب أن يتعامل بذكاء مع الغضب، إذا فرح يجب أن يتعامل بذكاء مع الفرح، يعني: ألا يفرط، أن تكون الأمور في حدود اللياقة الاجتماعية، الغضب – أخي الكريم – نتعامل معه كما أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم: كيف نؤدب أنفسنا ونتعامل مع الغضب بذكاء.

هذا هو الذي تحتاجه – أخي الكريم – فأنا أنصحك بأن تدخل وتلتحق في كورس عن الذكاء الوجداني، هذا علم ممتاز جدا، بدأه (دانيل جولمان) عام 1995، من خلال الذكاء الوجداني تستطيع أن تغير عواطفك، وأن تكون أكثر ثقة بنفسك، وأن تتعامل مع نفسك إيجابيا، بعد أن تفهم نفسك بصورة صحيحة – تعرف ما هو سلبي وما هو إيجابي وما هي النواقص وما هي نقاط القوة في شخصيتك، كيف تتعامل مع عواطفك – وأيضا هذا يعلمك كيف تتعامل في حياتك الزوجية مع زوجتك، والتعامل مع الآخرين يتطلب الكثير من الفن والبراعة، ويجب أن نعطي الناس دائما انطباعات إيجابية عنا، ألا نتعجل أبدا.

فيا أخي الكريم: درب نفسك على الذكاء الوجداني أو ما يعرف بعلم الذكاء العاطفي، وعليك بالصحبة الطيبة، مهمة جدا، عليك بأن تكون رجلا صاحب همة عالية – كما ذكرت لك – أن تطور نفسك في عملك، أن تبن نسيجا اجتماعيا ممتازا، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، أن تعط نفسك حقها من خلال ممارسة الرياضة، النفس لها حق، أن نهذبها، وكذلك الجسد أن نقويه، وهذا يأتي من خلال ممارسة الرياضة.

لا أراك في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي، أرجو أن تأخذ بما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات