كل حدث يثير أعصابي لدرجة العصبية والرغبة في الضرب والبكاء، فما العلاج؟

0 6

السؤال

السلام عليكم.

لضيق الوقت داخل المعسكر لم أستخدم الدواء، والتدريب لليوم الوطني أدى إلى ازدياد الضغط، لقد أحسست بحالة غريبة وهي أني أصبحت استثار لأي حدث، يعني أكون جالسا بين الرفقاء يناقشون موضوعا مفرحا، أو شيئا من هذا القبيل، أو حديثا بين طرفين، أحس بضيق الصدر وتوتر وإحساس غريب لا أعرف هل هو فرحة أم عصبية! حيث أني عند النقاش أرغب في الصراخ بخليط من العصبية والحماس، وأشعر بدقات القلب يعقبها ألم داخل المخ، مع الرغبة بضرب أي شيء حتى أفرغ الطاقة التي بداخلي، أرتعش وأتوتر وأرغب في البكاء، هذه الأعراض تحدث مع حدث معين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك – أخي الكريم – تواصلك مع إسلام ويب.

من الواضح أنك قد انقطعت من الدواء انقطاعا مفاجئا، وهذا قطعا له تبعات سلبية، فيا أخي الكريم: أنا أعتقد يجب أن تخطر (تخبر) المسؤولين عن المعسكر، وتعرض نفسك على الطبيب، وليس هناك شيء تخفيه، أدويتك أدوية بسيطة، أنت لست مصابا باضطراب عقلي أو شيئا من هذا القبيل.

نحن تكلمنا فيما مضى عن عقار (ترازيدون) وعن عقار (كواتبين) وأنا غير متأكد ما هي نوعية الأدوية التي كنت تتناولها، لكن الأعراض التي تتكلم عنها هي أعراض إفراز توتري قلقي احتقاني ناتج من الانقطاع المفاجئ للدواء، وفي ذات الوقت قطعا ربما تكون أنت لست مهيأ للتدريب وخلافه، لكن قطعا إذا كان انقطاعك للدواء مر عليه أسبوع أو أكثر فإن الآثار الجانبية ستخف كثيرا، وهذه أيضا من الأشياء الإيجابية حول هذه الأدوية، هي أصلا ليست أدوية تعودية، وليست أدوية إدمانية، لكن يعرف تماما أن الإنسان يستجيب استجابات سلبية حين ينقطع من دواء انقطاعا مفاجئا حتى وإن لم يكن هذا الدواء من الأدوية الإدمانية أو الأدوية التي تتميز بوجود ظاهرة الإطاقة.

أنا أعتقد أنك يمكن أن تتواءم وتتكيف في داخل المعسكر، أنت برفقة الشباب، احرص على الصلوات الخمس في وقتها، قم ببعض التمارين الاسترخائية، حاول أن تستفيد من بذل الطاقات هذه، لأن بذل الطاقات في حد ذاته يؤدي إلى ترميم ممتاز جدا في خلايا الدماغ.

ركز على تمارين الاسترخاء (تمارين التنفس التدرجي) يمكن أن تجلس في مكان هادئ، أو حتى تكون منبسطا على الفراش، وتغمض عينيك قليلا، وتأخذ نفسا عميقا عن طريق الشهيق، عن طريق الأنف، ثم تخرج الهواء في مرحلة الزفير عن طريق الفم، وخلال هذه المدة تتأمل في شيء طيب، أو تقرأ آية الكرسي وبعض الآيات الكريمة في سرك، وتتأمل في شيء جميل. كرر هذا التمرين أربع خمس ست مرات متتالية بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم، فيه راحة كبيرة جدا.

التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، والتوتر العضلي يؤدي إلى المزيد من التوتر النفسي، وهكذا. أما الذي يقوم بالتمارين الاسترخائية فأعتقد أنه يكون في حل وبعد تام عن هذه الانفعالات السلبية.

فيا أخي الكريم: تشخيص حالتك: أنا أعتقد أن الذي حدث لك ناتج من الانقطاع المفاجئ للدواء، وأنك ربما تكون مفتقدا لشيء من التكيف والتواؤم مع ظرفك الحالي، لكن الأمور أيضا مبشرة، الطاقات النفسية السلبية يمكن إفراغها من خلال التمارين الرياضية في المعسكر، من خلال التفكير الإيجابي، من خلال جلوسك مع أصدقائك، الأذكار، الدعاء، اقرأ وردك القرآني داخل المعسكر، تأمل في الحياة بصورة طيبة وإيجابية، واعرف أن هذا الوضع الذي أنت فيه هو وضع مؤقت، سوف تخرج كما كان وضعك فيما مضى، وتتفاعل مع الناس، وأنا شخصيا غير متخوف مما أنت فيه، لكن أريدك أن تكون إيجابيا، وأن تكون متفائلا.

حفظك الله، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات