هل طفلي مصاب بالتوحد؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

أرجو من الله ثم منكم أن تطمئنوني على طفلي.

طفلي عمره سنة، وقد قرأت عن التوحد، وبدأت أربط بين المرض وأفعال وحركات طفلي، علما أنه لا يمشي ولا ينتبه للصوت عند مناداته، ويهز رأسه يمينا ويسارا، وكثير الحركة، ويدور حول نفسه وهو جالس، ويستند على أطراف أصابعه، وينظر إلي حينما ألاعبه ويضحك ويلعب مع الأطفال ومتعلق بجدته يفرح لرؤيتها ويصفق، وحين يراني ألبس عباءتي يركض إلي لأحمله، ولا يخاف من الغرباء، ويتقبل الجميع، فأرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المشكلة في أن الأمهات اللاتي يتخوفن من التوحد – أو الذواتية – بناء على معلومات خاطئة تم تداولها، من الصعوبة جدا إقناعهن بأنه لا يوجد أصلا توحد في الطفل.

أنا أقدر مشاعرك كأم، والأمومة تعتمد على الخبرات، الأمهات لديهن القدرة في المقارنة بين أطفالهن، فيما يتعلق بالمراحل الارتقائية والتطورية ومراحل النمو عند الطفل. دائما الأم البكر في الطفل الأول – ونسبة لافتقاد الخبرة – يكون هناك الكثير من المخاوف والتأويلات، وإن فعل الطفل أي شيء غير مألوف تجد الأم تنزعج لذلك.

عموما هذا الابن – حفظه الله – عمره سنة، وما شاء الله تبارك الله يضحك مع الأطفال ويلعب مع الأطفال، ويتعلق بجدته، وحين يسمع صوتها ويراها يجري إليها ويفرح ويصفق، وحين تلبسين عباءتك يعرف ويجري إليك لتحمليه، أنا أعتقد أن طفلك هذا -ما شاء الله- حتى أنه سابق لعمره، ما الذي يجعلك تشكين أنه يعاني من الذواتية؟ هل لأنه يقوم بهز رأسه يمينا ويسارا؟ ولأنه كثير الحركة؟ ولا ينتبه عند مناداته؟

لا، أنا حسب المعلومات المتوفرة عن هذا الطفل؛ طفل طبيعي من ناحية النمو والارتقاء، لكن أقدر مشاعرك حقيقة.

إذا فحصه طبيب مختص لمرض الأعصاب عند الأطفال، هذا سوف يطمئنك أكثر، وأيضا التأكد من درجة السمع لديه، هذه أيضا سوف تطمئنك أكثر، ولا تجعلي هذا الأمر يقلقك لهذه الدرجة، لأن الابن -بفضل من الله تعالى- ليس هنالك مؤشرات أبدا تدل على وجود أي معايير تشخيصية، كما أن علة الذواتية (التوحد) لا تشخص في من عمره سنة، بل يجب ألا تشخص قبل عمر ثلاثين شهرا.

فتوكلي على الله، و-إن شاء الله تعالى- ابنك سليم، نسأل الله أن يحفظه ويجعله قرة عين لكما، وأن يجعله من النجباء ومن الصالحين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات