أصبحت موسوسا بعد إصابتي بنوبة هلع!

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أصبت بنوبة هلع قبل شهر تقريبا، وذهبت إلى الطوارئ، وعملوا لي فحصا للدم وأشعة، وتخطيطا للقلب، والنتيجة فقط نقص في فيتامين (دال)، أصبحت موسوسا منذ ذلك اليوم، وأذهب كثيرا إلى المستشفى بدون أي فائدة، وأحيانا أحس بثقل بالرأس، وأسمع صوت نبض في أذني؛ فعملت فحوصات للأذن والنتيجة سليمة -ولله الحمد-.

أحيانا أحس بألم بسيط جدا خلف الرأس يذهب بسرعة، مع شد عضلي في الرقبة والكتف، وتنميل بالرأس، وثقل في مقدمة الرأس، وصرت أخشى أن الرأس به مشكلة خطيرة، أصبحت أفكر كثيرا وأقلق، مع أن الأعراض هذه حصلت لأخي عندما جاءته نوبة الهلع، وكان يقول لي كلها كذب وهذا بسبب الوسوسة.

وأيضا صرت أخاف الخروج لوحدي؛ لأنني أخشى أن أسقط على الأرض أو يغمى علي ولا أحد يراني، وأفكر في الموت كثيرا، وأحيانا وأنا جالس أحس أن الأرض تدور من حولي، ولكن عندما أركز أجد أن هذا شعوري والأرض كما هي.

وأحيانا أحس بنبض في رأسي، علما أنني عملت أشعة عادية للرأس، والنتيجة سليمة، ولكن الأعراض ما زالت موجودة إلى الآن، وبعض ألعاب "القيمق" التي فيها حركة كثيرة تسبب لي الدوار، علما أنني في السابق لا أحس بهذا الدوار، أفيدوني، هل المشكلة بسيطة أم لا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فييص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

الحالة بسيطة - إن شاء الله تعالى - والذي حدث لك بالفعل يظهر أنه نوبة فزع أو نوبة هلع، وهذه بالفعل مخيفة للإنسان، بالرغم من أنها ليست خطيرة أبدا، والحمد لله فحوصاتك كلها سليمة، وهذا هو المتوقع؛ لأن نوبة الفزع أو الهرع ليست نتاجا لمرض عضوي، إنما هو نوع من القلق الحاد جدا الذي يحدث للإنسان ويؤدي إلى تغيرات فسيولوجية في جسم الإنسان؛ لذا يحس الإنسان بتسارع في ضربات القلب والشعور بالدوخة والدوار، وكل الأعراض التي ذكرتها.

نوبات الهرع غالبا ما ينشأ بعدها نوع من الوسوسة، ويكون الإنسان متخوفا أن تحدث له هذه النوبات مرة أخرى، وبعد ذلك بعض الناس تظهر لديهم أعراض جسدية -كما هو في حالتك الآن-: التنميل بالرأس، والثقل في مقدمة الرأس، وكل الأعراض التي ذكرتها حقيقة هي أعراض نسميها بـ(قلق المخاوف الوسواسي)، حدثت لك نوبة هرع، وهو نوع من الخوف، وبعد ذلك أصبحت توسوس عليه، وأصبحت قلقا على صحتك.

هذه الحالات -أخي الكريم- لا أعتبرها مرضا نفسيا، هي ظواهر نفسية، وكل المطلوب منك ألا تتردد على الأطباء، وهذا هي وصيتي الأساسية لك، والأفضل هو أن يراجع الإنسان طبيب الأسرة بصفة دورية، مرة كل ثلاثة أشهر أو كل أربعة أشهر، وإجراء الفحوصات العامة، هذا يكفي تماما.

وفي ذات الوقت تعيش حياة صحية، الحياة الصحية تعني: الغذاء المرتب، النوم الليلي المبكر، الصلاة في وقتها، تجنب النوم النهاري، العمل، القراءة، الاطلاع، حسن إدارة الوقت، ألا تتخلف أبدا عن الواجبات الاجتماعية، أن تكون بارا بوالديك، أن تكون لك طموحات وآمال تسعى لتحقيقها... هذا -يا أخي- باختصار هو الحياة الإيجابية، الحياة المفيدة، ومن خلالها يحس الإنسان أن صحته النفسية والجسدية ممتازة، لكن الإنسان الذي لا ينظم وقته، ولا يكون إيجابيا في أي شيء، لا في فكره ولا في شعوره ولا في أفعاله قطعا سيكون حبيسا وسجينا لهذه الوساوس.

فأرجو أن تطمئن، وممارسة الرياضة مهمة جدا.

إن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي هذا لا بأس به، وإن لم يكن ذلك ممكنا فهنالك دواء بسيط جدا يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، سيفيدك أيضا بجرعة صغيرة، والجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة -أي عشرة مليجرام- يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، وإن شاء الله تعالى تعيش حياة طيبة وتختفي عنك هذه الأعراض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات