انفصال أم زوجي أفقدني الخصوصية في بيتي، فماذا أفعل؟

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة وأم لطفلين، أريد استشارتكم في موضوع أرهقني جدا، وهو أن أم زوجي تريد الطلاق لأسباب خاصة، وهي الآن متنقلة من بيت لآخر من بيوت أبنائها، وفي كل بيت تجلس مدة ستة أشهر فأكثر.

بالنسبة لنا نحن فليس لدينا غرفة تستطيع أن تجلس بها سوى مجلس الرجال، ولذلك لا نستطيع استقبال أي ضيف إلا عندما تغادر!

وأيضا افتقدت الخصوصية في بيتي، فمثلا إذا أردت أن أتحدث مع زوجي في موضوع وزوجي يريد أن يتحدث معي فلا نستطيع التحدث أمامها، وأيضا قد تحدث بعض الخلافات بيني وبين زوجي، ونحاول في كل مرة أن نتصنع وكأن شيئا لم يكن، ومرات لم أستطع أن أسيطر فيها على الوضع، فعلمت أم زوجي أن هناك خلافا.

أيضا ابني الكبير عمره 5 سنوات، ومنذ أكثر من عام وهو معتمد على نفسه في الأكل، وعند قدوم جدته يدعي أمامها أنه لا يستطيع الأكل بمفرده، فتقوم بإطعامه كل يوم، وأنا لا أريد هذا الشيء.

هي لم تتطلق إلى الآن، وبإمكانها الرجوع، ولكنها ترفض بشدة، صبرت كثيرا، وكان لدي أمل بأنها ستعود إلى منزلها، ولكن مع الأسف أصبح الشيء شبه مستحيل، صارحت زوجي، ولم أكن أريد مصارحته أنني أتضايق من وجودها، تفهم زوجي الموضوع، فقال لي: أنا أعلم ذلك، لكن ليس لدي حل، وإن كان لديك حل فقولي، فاقترحت عليه أن يتفق مع إخوته أن يستأجروا لها شقة صغيرة، فقال: إنه هو وإخوته لا يستطيعون بسبب المصاريف التي لديهم، أرجو أن تفيدوني بحل؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ الغروب99 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونشكر لزوجك تفهمه للأمر، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم ولها السعادة والآمال.

نحن نتفهم صعوبة الوضع المذكور، وندعوك إلى تفادي إشعارها بعدم رغبتكم في وجودها، ونشكر لكم الحرص على عدم التشاجر أو الخلاف في وجودها، لأن لذلك انعكاسات سالبة عليكم وعليها، وننصحك بتصحيح المفاهيم عند طفلك حتى يستمر في الاعتماد على نفسه، وليكن كل ذلك بعيدا عنها ودون الانتقاص منها، فهي أم زوجك، وجدة أطفالك، ومعلوم أن الجدات هن الأكثر شفقة على الأحفاد، والشفقة إذا ازدادت عن حدها تحولت إلى ضدها -كما يقال- وهي مصدر إزعاج للمربين جميعا.

ونتمنى أن لا تقفي عند هذا الموضوع طويلا، واطلبي من زوجك أن يجتهد في الإصلاح، والسعي في إقناعها بالعودة إلى بيتها، ومن المهم أن يحاورها هو وإخوانه بعيدا عنك، وعن بقية زوجات أولادها، حتى لا تشعر أن ذلك بتحريض منكن، فيحملها العناد على الإصرار على عدم العودة لبيتها، وحتى مسألة استئجار شقة لها قد يجلب بعض الحرج لأبنائها، كما أنه يصعب عليها أن تكون وحيدة، بخلاف وجودها في بيوت أولادها، وانشغالها مع أحفادها، وهي لن تجلس عندك بصفة دائمة، فحسبما ذكرت أنها تتنقل كل فترة بين بيوت أولادها، فتحمليها في الفترة التي تقضيها معك، واعتبريها والدتك أو ضيفة عندك.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بالصبر على الوضع، مع الاستمرار في التفكير في الحلول، والتي نرى من أحسنها إقناعها حتى تعود لبيتها، وأولى الخطوات تكون بمعرفة أسباب تركها لبيتها، وننصح دائما بأن يكون الحل في إخراجها عن طريق أبنائها، وأنت مشكورة ومأجورة على خدمتك لوالدة زوجك، وسوف يعوضك الله خيرا، فإنك فعلت معروفا في واحدة من أهم الناس عند زوجك، وزوجك متفهم لصعوبة الوضع، وننتظر منه دعمك معنويا بالتشجيع والتقدير والتفهم والتعويض لك، ونأمل أن تكون مناقشاتكم بعيدا عنها، كما نأمل أن تتكيفوا مع الوضع.

ونسأل الله أن يردها إلى بيتها وحياتها الطبيعية في أسرع وقت، وأن يوفقكم لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات