ما سبب برودة الأطراف وسخونة الجسم؟

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا أعاني من وسواس المرض منذ ٦ سنوات، في بداية الأمر كنت أعتقد بأني مصابة بمرض لا أود ذكره، ولكن خلال الأشهر الماضية سمعت عن التوهم المرضي، وأعتقد أني مصابة به، لكن ما أشكو منه عكر صفو حياتي هو الشعور بارتفاع درجة الحرارة، وعند قياسها تكون ٣٦.٥، لكن هذا الشعور يلازمني طوال اليوم، مع برودة في الأطراف، ووجود فطريات في اللسان، وأحيانا أكثر ما يرهبني هو ارتفاع درجة الحرارة لدرجة يصبح لون جلدي محمرا.

قبل أيام قليلة أجريت تحاليل شاملة، كلها سليمة ولله الحمد، فهل القلق وتوهم المرض يسبب هذا الارتفاع؟ على الرغم من أني لا أشعر بالقلق حاليا، وأنشغل في حياتي، وما هو العلاج؟ أنا الآن أتعالج بالروكتان جرعة ٤٠، وهل السبرالكس يناسب حالتي؟ وما هو البديل الأرخص؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tota حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية

أنا لا أفضل استعمال كلمة (التوهم المرضي)، نعم بعض الناس تظهر عندهم أعراضا جسدية، ولكنها ليست ذات منشأ عضوي، بمعنى أن السبب ليس سببا عضويا ظاهريا، وهذه الحالات كثيرا ما تكون مرتبطة بقلق نفسي أو شيء من الوساوس، وأعتقد في حالتك الأمر كله وسوسة، ارتفاع درجة الحرارة شيء شائع بين الناس ومعروف، وأنت ربما تكونين تخوفت في فترة من الفترات، أو أصبت بارتفاع حقيقي في درجة الحرارة، وهذا أدخلك في شيء من القلق والوسوسة المستقبلية حول ارتفاع درجة الحرارة..

فالأمر أمر قلقي وسواسي.

أما بالنسبة للفطريات:
فطبعا إن وجدت فيجب أن تعالج، وعلاجها سهل، وهذه الحالات عموما تعالج بالتجاهل، وأن يحاور الإنسان نفسه، أنه ما دام قياس الحرارة لديه سليم، فهذه مشاعر وسواسية كاذبة، يجب ألا أعرها اهتماما.

كما أنا وجدنا أن الأشخاص الذين يسعون دائما لأن يعيشوا حياة صحية متوازنة تقل عندهم هذه الأعراض، أو حتى إن ظهرت لديهم يمكن أن يتخلصوا منها.

والحياة الصحية المتوازنة تتطلب:
النوم المبكر في الليل، والاستيقاظ المبكر، وأداء صلاة الفجر، وإدارة الوقت بصورة جيدة ليكون الإنسان منجزا، وممارسة شيء من الرياضة، والتنظيم الغذائي، والاطلاع والقراءة، والتواصل الاجتماعي المفيد، بر الوالدين، وأن تكون للإنسان طموحات وآمال وخطط مستقبلية، وأن يسعى الإنسان دائما أن يكون نافعا لنفسه ولغيره.

هذه الأسس البسيطة تصرف انتباه الإنسان عن القلق والتوتر والوسوسة حول الأمراض، فهذه هي الكيفية العلاجية لمثل هذه الحالات.

في بعض الأحيان: هذه الأعراض الجسدية غير العضوية يكون ورائها اكتئاب نفسي، لكن هذا نشاهده بالنسبة لكبار السن، أو من هم فوق الأربعين على الأقل، ولا أعتقد في حالتك أنه يوجد اكتئاب نفسي.

بالنسبة لاستعمال الأدوية:
بعض المختصين يرون أن مضادات الاكتئاب قد تساعد في علاج هذه الحالات، والسبرالكس هو أحد هذه الأدوية، لا بأس أن تستعمليه لفترة ثلاثة أشهر مثلا، وأنا أفضل البروزاك كبديل - ويسمى علميا فلوكستين - لأنه لا يزيد الوزن، ولا يزيد النوم، وهو لا يؤثر على الهرمونات النسوية، وليس إدمانيا، فيمكن أن تجربي الفلوكستين - وهو البروزاك، وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى - الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناوله. لكن يجب أن نركز أن العلاج في المقام الأول ليس علاجا دوائيا، العلاج من خلال تفهم طبيعة هذه الحالة وتجاهلها، وأن تجعلي حياتك حياة إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات