أمر بعدة حالات نفسية خلال اليوم، فما علاج ذلك؟

0 8

السؤال

السلام عليكم.

تأتيني حالات قلق وخوف وفزع عند الاستيقاظ من النوم في الصباح ورغبة في البكاء، لدي مشاكل صحية قبل عشر سنوات، فأثناء الولادة أصبت بنزيف شديد، وتم إزالة الرحم، وتوقفت عندي الغدة الكظرية، وأتناول كورتيزون كل يوم بمقدار 5 ملجم، وهذه الحالة أصابتني بعد الولادة بتسع سنوات، وكثيرا ما تعاودني منذ ذلك الوقت، ويقل التوتر من بعد الظهر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الحمد لله على سلامتك، وطبعا توقف الغدة الكظرية تعتبر علة طبية، لكن بفضل الله بعد أن يتم تشخيص هذه الحالة فإن العلاجات التعويضية متاحة وموجودة، والأمر فقط يتطلب منك حقيقة المتابعة مع طبيب الغدد.

وبالنسبة لإزالة الرحم: أسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك وأن يعوضك عن كل ما فقدته خيرا في دينك ودنياك وآخرتك، واحمدي الله على كل شيء، قال تعالى: {والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت في هذا العمر - أي عمر سبعة وأربعين عاما - النساء تكون أكثر عرضة للاكتئاب النفسي، وبما أنه لديك هذه الظروف الطبية وتتناولين الكورتيزون لابد أن ننظر لصحتك النفسية بشيء من الاهتمام، وحتى القلق والخوف والفزع ربما يكون هذا مؤشرا لبداية عسر في المزاج (الاكتئاب).

القلق والخوف والفزع فعلا يؤثر على الإنسان، لكن علاجه ليس صعبا. مجرد ممارسة التمارين الرياضية، ممارسة التمارين الاسترخائية، التفاؤل، حسن إدارة الوقت... هذه كلها تساعد كثيرا.

لكن الذي نحرص عليه هو ألا تصابي بالاكتئاب، لذا أنا أنصحك حقيقة بمقابلة طبيب نفسي، وأعتقد أنك سوف تستفيدين كثيرا من أحد الأدوية المحسنة للمزاج والمزيلة للقلق ومزيلة للخوف، مثلا عقار مثل (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت) دواء رائع ومفيد، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات أبدا، أعتقد أنه سيكون من أفضل الأدوية التي تساعدك.

لكن أود منك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، هذا لا يعني أن حالتك معقدة أو متشعبة، إلا أني أريدك أن تكوني تحت المتابعة النفسية الصحيحة، ومن جانبي أريدك أيضا - كما ذكرت لك - في الجوانب الاجتماعية: الحمد لله أنت تقومين بوظيفة مهمة، وظيفة كبيرة، التعليم إذا أخلص الإنسان فيه فيه أجر عظيم، فحاولي أن تستمتعي بمهنتك وبعملك، أن تعطيها ما تستحق من اهتمام، أن تطوري ذاتك، أن تهتمي في طريقة توصيل المعلومة أو طريقة شرح جديدة، هذا مهم جدا.

وعلى الجوانب الأخرى اهتمي بصحتك البدنية، بأن تمارسي رياضة المشي، من أفضل الرياضات، لأنها ترتقي بنفسك وصحتك النفسية، وتحسن المزاج، وفي ذات الوقت مفيدة لك في هذا العمر لمنع أي هشاشة في العظام، حيث إن النساء عرضة لهشاشة العظام في هذا العمر ولديهم القابلية لهشاشة العظام عن غيرهن بعد هذا العمر.

فالرياضة في حالتك مهمة، تقوي النفس، وتقوي الجسد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

حسن التواصل الاجتماعي، والقيام بالواجبات الاجتماعية، لا تتخلفي - أختي الكريمة - عن أي واجب اجتماعي، وقومي بزيارات لبعض الأخوات، واجعليهن يزورنك، اذهبي إلى الأفراح، قدمي واجب العزاء، صلي رحمك، بري والديك بقدر المستطاع... هذا يعطي لحياتك معنى عظيما جدا.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة والتواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات