أعاني من جلد الذات والشك والقلق وأفكار أخرى بعد تناول العلاج النفسي فما توجيهكم؟

0 7

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لطفل متزوجة من رجل متزوج، أعيش لوحدي أنا وطفلي، يزورنا زوجي في بعض الأحيان، وأنا مغتربة.

منذ ثلاث سنوات الدكتور شخص حالتي بالاعتمادية والشخصية الحدية والإدمان، وأعطاني فيلوزاك وترايليبتال ٦٠٠ و ريميرون.

انقطعت عن ريميرون لأنه يشعرني بالنوم والنسيان طوال اليوم.

أحسست بتحسن في البداية، ولكن الأعراض زادت، وهي:
- قلق شديد ووسواس بأن زوجي سيتركني ويرميني في الشارع.
- خوف من المستقبل.
- جلد الذات وتحقير النفس.
- الانقطاع عن كل الأنشطة وسجن نفسي في أفكاري وبيتي.
- شعوري بغصة الحلق والصدر طوال اليوم.
- أفكار السلبية وفقدان المتعة في الحياة.
- الشك وتفسير كل حدث وجملة بطريقة المؤامرة ضدي.
- عدم الثقة في أحد وتحقير نفسي.

فهل أستمر -يا دكتور- في تناول الدواء أم يجب تغييره؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

الأدوية تساهم في علاج حالتك، لكن لا أعتقد هي العلاج الأساسي، التكيف مع الحياة والتفاؤل وأن تحسني إدارة وقتك، وأن تجعلي لحياتك معان سامية، هذا هو العلاج، وهذا ليس بالصعب مهما كانت هنالك سلبيات وخلافات مع الزوج، لكن أيضا الحياة طيبة، والله حباك بالذرية، وبشيء من الجهد ربما تحسني من مستوى زواجك، ويجب أن تستفيدي من وقتك، لأن الفراغ مشكلة، والفراغ معل جدا.

والمسميات التي ألصقت بشخصيتك من حيث إنها اعتمادية، أو أنها حدية، وأنها إدمانية ... هذه كلها مسميات سلبية جدا مع تقديري الشديد للطبيب الذي قام بالتشخيص، وقد يكون محقا، لكن لا أريدك أن تأخذي هذه المسميات بأوصفاها المذكورة في الكتب، لأن ذلك سيكون محبطا جدا بالنسبة لك.

والإنسان يتطور، والإنسان يتغير، الله تعالى حبانا بهذا العقل الجبار لنستفيد منه.

الشعور السلبي يمكن أن نستبدله بشعور إيجابي، الفكر السلبي يمكن أن نغيره إلى فكر إيجابي أيضا، والأفعال السلبية تؤدي إلى الشعور السلبي وإلى الفكر السلبي، لذا يجب أن يجتهد الإنسان ويجاهد نفسه ليكون فعالا من حيث الأفعال، يقوم بما هو مطلوب منه، ويعمل ولا يجتهد ولا يعتمد على شعوره وأفكاره.

التواصل الاجتماعي سوف يفيدك كثيرا، التعبير عن الذات نعتبره أمرا جيدا، أن تنتمي لمجموعة نسائية في جمعية خيرية مثلا، أو مركزا لتحفيظ القرآن للنساء، أو مراكز ثقافية نسائية، هذا كله يعطيك إحساسا إيجابيا كبيرا، وهذا مهم جدا، لأن الشخصية الحدية لا تتحمل الفراغ، الفراغ الزمني أو الفراغ الذهني، وهنالك مشكلة في العلاقات، لكن من خلال الانسجام مع مجموعة طيبة، هذا يعطيك شعورا إيجابيا كبيرا، و- إن شاء الله - يغير مما أنت فيه.

الرياضة مهمة جدا؛ لأن الرياضة تمتص الطاقات السلبية طاقات القلق، طاقات التوتر، طاقات الشعور بالدونية.

القراءة، خاصة قراءة الكتب الجيدة والجادة والثقافية والمفيدة، تفيدك كثيرا.

الحرص على ورد قرآني يومي مع التدبر والتمعن والتفكر والقراءة الصحيحة المجودة والتلاوة والترتيل الصحيح مهمة جدا، والإنسان إن رأى هنالك ضعفا في تجويده وتلاوته يجب أن يحسن من ذلك.

تعاملي مع زوجك بلطف، والأوقات التي يقضيها معك في البيت اجعليها أوقاتا طيبة، هذا سوف يفيدك كثيرا، ارتباطك بأسرتك أيضا نعتبره أمرا هاما وضروريا.

هذا هو الذي أنصحك به، أما الأدوية فالأدوية متشابهة ومتقاربة، ومحسنات المزاج دائما يقال إنها جيدة، مثل الـ (فلوزاك)، وجرعة الريمارون يمكن أن تخفض إلى ربع حبة فقط (7.5 مليجرام) ليلا، يحسن كثيرا من النوم، ويؤدي أيضا إلى شعور بالاسترخاء، وقطعا من خلال متابعتك مع الطبيب سوف تسير أمورك في المسار الإيجابي - إن شاء الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات