أريد علاجا للرهاب الاجتماعي والخوف، فما هو؟

0 14

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحيي هذا الموقع المبارك، وأشكر كل من يعمل فيه، وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، ورسالتي هذه موجهة إلى الدكتور محمد عبدالعليم.

عمري 14 سنة، أعاني من عدة مشاكل، منها الرهاب الاجتماعي، حيث تصبح ملامحي جامدة ويرتفع حاجبي لاإراديا، وينخفض صوتي ويرتجف، ويحمر وجهي، وأتصبب عرقا في المواقف الاجتماعية، وأشعر بألم داخلي، وإحباط، ولا أستطيع استقبال الضيوف بسبب الخجل، وأحيهم بصوت غير مسموع، وأريد علاجا لحالتي.

هذه الأعراض تظهر علي حسب الموقف، وأشعر بالخوف الشديد من الأشخاص السلبيين المتنمرين، لا أستطيع الدفاع عن نفسي أمامهم، دقات قلبي تزداد، ووجهي يحمر، وصوتي ينخفض، إنهم يستهزئون بي بسبب خوفي، أحاول التخلص من هذا الخوف ولا أستطيع، أريد منكم علاجا يخلصني من الخوف، وأريد علاجا دوائيا للمواجهة أشتريه من الصيدلية عندنا في العرق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه فعلا هو رهاب أو قلق اجتماعي، والأعراض التي ذكرتها هي كلها أعراض قلق اجتماعي، وهي: حدوث توتر وارتباك في مواقف اجتماعية معينة، والأعراض – أعراض القلق والتوتر – إما أن تكون أعراض جسدية مثل العرق والرجفة وانخفاض الصوت واحمرار الوجه، وإما أن تكون أعراض نفسية مثل الإحساس بالقلق والارتباك، وهذا ما يحصل معك.

والعلاج يكون في أمرين: إما أن يكون علاجا دوائيا، أو علاجا سلوكيا معرفيا، وفي مثل سنك الصغير لا ننصح عادة بالعلاج الدوائي، لأنه له آثار جانبية طبعا، والعلاج السلوكي المعرفي يكون أفضل، وفي مثل سنك يمكن للإنسان أن يتخلص من تلك الأعراض بمرور الوقت، ولكن هناك تطبيقات سلوكية معرفية معروفة، وهي: المواجهة المتدرجة، تواجه المواقف بتدرج، وطبعا يستحسن أن يكون هذا العلاج تحت إشراف معالج سلوكي، وإذا لم تستطع التواصل مع معالج سلوكي فأحيانا هناك في المدارس نفسها مرشدون نفسيون يساعدون في هذا العلاج.

ويمكنك أن تقوم أنت بهذا العلاج لوحدك، فبإمكانك أن تعمل مواجهة في الخيال، وأنت في المنزل تخيل أنك تواجه هؤلاء الأشخاص الذين يتنمرون ويستهزئون بك، أن تواجههم في الخيال وتتكلم معهم، وحتى إذا حصل نوع من الارتباك وضياع الصوت خذ نفسا عميقا وكرر هذ التمرين، وتدريجيا سوف تشعر أنه يمكنك تطبيق ذلك في الواقع.

يمكنك أن تستشير طبيبا في هذا الخصوص، هناك طبعا حبوب تساعد في علاج زيادة التعرق واحمرار الوجه، ومن تلك الأدوية دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال)، بجرعة عشرة مليجرامات، ولكن له آثار سلبية، ومن آثاره الجانبية انخفاض ضغط الدم، وأيضا ينصح بعدم تناوله للذين عندهم ربو بالصدر، لذلك نفضل – يا ابني – أن تواصل في العلاج السلوكي المعرفي بالطريقة التي ذكرتها لك، و-إن شاء الله- بمرور الوقت والمواجهة المتدرجة تتخلص من هذا الخوف وتتخطاه وتستطيع أن تعيش بدون رهاب وخجل اجتماعي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات