أنصح ولا أحد يلتفت إلي، فماذا أفعل؟

0 18

السؤال

السلام عليكم.

لي أبناء أخ يشاهدون الأفلام والأغاني، وكلما حاولت إبعادهم عن هذا الفسق والفجور يعودون مرة أخرى، ولعل السبب الأساسي في رجوعهم مرة تلو المرة هو أن الأم نفسها تشاهد هذه الأفلام والأغاني وتفتح المسجل بصوت عال، فالبيئة نفسها التي يعيشون فيها لا تساعدهم على تقوى الله -عز وجل-، ولا القرآن ولا تعاليم الدين، لدرجة أن أحد الأبناء وصل إلى سن 11 عاما ولم يصل حتى الآن؛ لأن الأهل لم يعلموه.

أنا أريدهم أن يبتعدوا عن هذه الأغاني والمسلسلات وما ينتج عنه من فسق وفجور، وعلاقتي مع الأم غير جيدة ولا تقبل النصيحة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هانى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم العافية والسعادة والآمال.

سعدنا جدا بحرصك على صلاح أبناء أخيك، وأنت عم، وعم الرجل كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((صنو أبيه))، ونسأل الله أن يعينك على النجاح في نصحهم وإرشادهم، ونتمنى أيضا أن يكون لأخيك (شقيقك) دور في إصلاح أبنائه، فإن أقصر الطرق لصلاحهم أن يكون للوالد دور، خاصة في الوقت الذي يغيب فيه دور الوالدة – كما أشرت في الاستشارة – ونتمنى أيضا أن تتحرى الحكمة في النصح لهم، فمن الحكمة أن تنصحهم بطاعة الأم وطاعة الأب، حتى تلطف العلاقة، حتى لا يأخذ الأم العناد فتفعل عكس ما تريده، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعيننا جميعا بصلاح أبنائنا وبناتنا.

لا شك أن أمر الصلاة عظيم، وأرجو أن تبدأ الإصلاح بالحرص على الصلاة، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصلاة مفتاح للخيرات، ولا يعني أن هذا أننا نقلل من خطورة مشاهدة الأفلام والاستماع للأغاني، خاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه الشر، وتوسع الناس في مثل هذه الأبواب، وهي أشياء بها يحل على الناس الغلاء والوباء والزلازل ونزول العذاب، ولكن البداية دائما بالصلاة وبالإيمان، وتزكية الروح بالمراقبة لله تبارك وتعالى، هي منهاج النبي عليه - صلوات الله وسلامه – الذي بدأ فغرس الإيمان في قلوب أصحابه الكرام، وعلمهم السجود لمالك الأكوان، لأن الإصلاح في هذه الحالة ينبع من داخل أنفسهم، إذا علمناهم وشجعناهم على الصلاة، ثم غرسنا في نفوسهم مراقبة الله تبارك وتعالى، ثم أحسنا لهم التوجيه والإرشاد؛ فإن هذا سيكون مفتاحا للخير.

إذا نحن ندعوك إلى الآتي:
1. الدعاء لنفسك ولأخيك ولأولاده ولزوجته.
2. تحسين العلاقة بينك وبين أسرة شقيقك.
3. ملاطفة هؤلاء الأبناء وكسب قلوبهم.
4. الحرص على أن يكون التوجيه بحكمة، وتحريضهم على البر وعلى الإحسان.
5. محاولة أن تحاور الكبار منهم.
6. نكرر دعوتنا لك بأن يكون لشقيقك دور أيضا في الإصلاح، وتنبيهه على هذا الجانب، حتى ينتبه لأبنائه.
7. إن كانت لك أخت صالحة، أو إذا كانت زوجتك لها علاقة بزوجة أخيك فأرجو أن تحرضها لتقوم بدورها، لأن من آداب النصيحة أننا إذا وجدنا إنسان لا يقبل النصح منا أن نبحث عن من يوصل له النصيحة، وعمن يذكره بدوره، فإن السعي في صلاح هذه الزوجة أيضا – زوجة الأخ – سيكون له دور كبير وانعكاس كبير على أبنائها.

المهم أرجو أن تواصل النصح، وتتخذ السبل المناسبة، وأحسن لهؤلاء الصغار، فإن الإحسان لهم له أثر كبير:

أحسن إلى الناس تستعطف قلوبهم ** فطالما استعطف الإنسان إحسان

إذا الإحسان له أثر كبير على نفوسهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهم الجميع الرشد والهداية، ونكرر شكرنا لك، ونرحب بتواصلك مع الموقع حتى نتابع معك، وحتى نتعاون في وضع الخطط الدعوية المناسبة، حتى ننال بإذن الله ما نريد، ونؤدي ما علينا من واجب النصح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات