كيف نفرق بين الأغاني المباحة والممنوعة؟

0 13

السؤال

السلام عليكم.

أحد الأفراد يحكي أن أحد أقاربه قام بتشغيل أغنية إسلامية عن شهر رمضان، وسأل قريبه عنها هل حلال أم حرام؟ فقال له: حرام، فتعجب كيف هي حرام وهي عن شهر رمضان! فقال: إن الأغاني منقسمة إلى ثلاثة أقسام (كلام-استعراض-موسيقى).

-الكلام فيه الحلال والحرام.
-الاستعراض وما نراه من بنات عاريات، وشباب يرقصون يقينا حرام.
-الآلات الموسيقية كلها حرام، فيما عدا الدف.

كانت الأغنية بها موسيقى وبنات عاريات وشباب يرقصون، مع أنها كانت تتحدث عن رمضان،
فقال له: لا تستمع لها وتنظر إليها لأنها حرام، حتى إن هذا الفهم الخاطئ للأغانى الإسلامية التي بها موسيقى حدث مع أحد الأفراد الكبار أيضا، وكان يسمعها على ما فيها من موسيقى وهو يظن أنها حلال لأنها إسلامية.

السؤال: كيف توضح ونوجه للمسلمين كبارا وصغارا أن الأغاني الإسلامية التي بها موسيقى واستعراض حرام حتى لا يسمعوها وهم يظنون أنها حلال؟

وجزاكم الله عز وجل خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أخانا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص وهذا السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعا إلى الحق والصواب، وأن يصلح الأحوال، وأن يستخدمنا في طاعته، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

أولا نهنأ أنفسنا وإياكم بهذا الشهر الفضيل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا فيه على الخيرات، وأن نشغل أنفسنا فيه بتلاوة السور والآيات، فإن المؤمن ينبغي أن يشتغل بتلاوة كتاب الله تبارك وتعالى عن الأغاني وعن الأناشيد وعن غيرها من هذه الأشياء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يستخدمنا فيما يرضيه.

بالنسبة للسؤال: أرجو أن ننبه إلى أمر في غاية الأهمية، وهو أن هذه الأناشيد إذا قيلت من دون موسيقى فالعبرة بكلامها، فالكلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح، إذا لم يكن في الكلام مخالفة شرعية فلا شيء ولا إشكال فيها.

الأمر الثاني: إذا جئنا بعد ذلك لطريقة الأداء، فإن طريقة الأداء أيضا ما ينبغي أن يكون فيها ميوعة أو اختلاط أو تجاوز من أي نوع من هذه الأمور، وطريقة الأداء - يعني كما أشار هنا الاستعراض-.

الأمر الثالث: ينبغي أن تكون هذه الأناشيد خالية من الموسيقى، فإذا خلت من الموسيقى وأديت بطريقة ليس فيها تشبه بالنساء، وليس فيها اختلاط بين الرجال والنساء، فأيضا هذه شروط أساسية.

كذلك أيضا ينبغي ألا نكثر منها، وهذا شرط أساسي، حتى لا تكون على حساب القرآن وعلى حساب الجد وعلى حساب المعالي، فإنه يؤسفنا أن نجد بعض الشباب يحفظ مئات الأناشيد والقصائد ولا يحفظ جزءا من كتاب الله تبارك وتعالى.

إذا نحب أن نشير إلى هذه النقاط مرة أخرى: ينبغي أن تكون الأناشيد قليلة، ينبغي أن تكون مقبولة شرعا، لأن الكلام قد يصبح حراما بمحتواه، والشيخ المنجد ألف كتابا بعنوان: (كلمات الأغاني في ميزان الشريعة)، حاول أن يستخرج المخالفات الشرعية في الكلام نفسه، ليس في طريقة الأداء.

طريقة الأداء أيضا يمكن أن تكون سببا في التحريم، إذا كان فيها اختلاط - كما هو في الحالة المذكورة - أو فيها ميوعة، أو فيها تشبه، يعني: حتى لو كان رجالا لكن فيهم تشبه بالنساء وميوعة في الأداء، هذا أيضا من الإشكالات. كذلك أيضا إذا وجدت فيها الموسقى.

إذا إذا خلت الأناشيد من هذه الأشياء ولم تكن كثيرة وكانت في أوقات لا تشغل عن الطاعات ولا تشغل عن الصلوات، فالأمر في ذلك يصبح واسعا في استخدامها، بالشروط التي ذكرناها، وهي:

- أن يكون الكلام مقبولا.
- أن تكون طريقة الأداء صحيحة.
-أن تخلو من الاختلاط وكل المخالفات.
- أن تخلو من الموسيقى، يعني: هذه الأغاني لا تصاحبها موسيقى - كما أشار هذا الأخ، وهو قسمها إلى كلام واستعراض وموسقى، وهو تقسيم مقبول، ونحن نزيد عليه أيضا: ألا تزيد عن حدها، وألا تقدم على كتاب الله وعلى المعالي وعلى ما هو أغلى منها وأعلى، فالمؤمن ينبغي أن يدرك أنه مطالب بأن يتلو كتاب الله، فالحرف منه بعشر حسنات، كما قال النبي - عليه صلوات الله وسلامه -.

نحن بحاجة أيضا إلى أن نوعي جميع الناس، ونبين لهم مثل هذه الأمور، والتوعية مهمة، وهي دور لنا جميعا، فكل من عرف هذه الأحكام، كل من عرف الحق ينبغي أن يبصر الآخرين به، ويتحرى الحكمة في تعليمه وإرشاده.

لذلك ينبغي أن نسعى جميعا في أن نوضح للمسلمين - صغارا وكبارا - حتى نصحح هذه المفاهيم، فيقبلوا على كتاب الله تبارك وتعالى، وإذا احتاجوا إلى الشعر أو الأناشيد - أو نحوها من الأمور - فينبغي أن تكون - كما قلنا - بكلمات مقبولة، أداء ليس فيه مخالفات، خالية من الموسيقى، ألا تكون أيضا كثيرة فتغطي على ما هو أولى منها وأغلى منها.

هذه وصيتنا للجميع بتقوى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونشكر لكم أيضا هذا الحرص على الحوار في مثل هذه الأمور، وأسعدنا جدا الحرص على بيان الحق، فالإنسان إذا عرف الحق ينبغي أن يسعى في بيانه وتوضيحه للناس بالحكمة والموعظة الحسنة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات