أشعر بالحزن وبألم في القلب وبأعراض أخرى، ساعدوني.

0 12

السؤال

السلام عليكم.

أشعر بالحزن، وعدم الأمل، وألم في القلب، ولا أريد أن أقابل أو أتكلم مع أحد، ولا أستطيع حتى أن أبتسم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ قصي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى لك الهداية والسكينة والطمأنينة، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

تعوذ بالله من الهم والغم، وأكثر من دعوة نبي الله يونس: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، كما قال قائل السلف: "فإني وجدت الله بعقبها – يعني في الآية التي بعد هذه الآية – يقول: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} ".

هذا الحزن الذي لا يعرفه الإنسان له سبب هو الغم، أو الاكتئاب أو القلق – كما هي المسميات العصرية الآن – والإنسان ينبغي أن يتعوذ من شيطان لا يريد لنا السعادة، ولا يريد لنا الخير، واعلم – أيها الابن الفاضل – أن السعادة والطمأنينة مكانها واحد، بحث الناس عنها في الصيدليات وعند الأطباء فلم يجدوها، لأن الله يقول: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

ولذلك كنا نتمنى أن تذكر لنا أسباب هذا الحزن، فإن كانت الأسباب معروفة عليك أن تجتهد في إزالتها، وإن لم تكن الأسباب معروفة فنوصيك بما أوصيناك به:

أولا: الحرص على دعوة نبي الله يونس عليه السلام.
ثانيا: كثرة الاستغفار.
ثالثا: الصلاة على النبي عليه صلوات الله وسلامه والإكثار منها، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لمن أكثر من الصلاة عليه: ((إذا يكفيك الله همك، ويغفر لك ذنبك)).

ثم كرر الدعاء الذي علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نتعوذ فيه من الهم والغم، وكذلك أيضا تعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، {ليحزن الذين آمنوا} ولكن اطمئن {وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله}.

لا مانع من أن تعرض نفسك على راق شرعي، أو تعرض نفسك على طبيب نفسي، أو تتواصل مع إخوانك وأحبابك الكرام من أهل العلم والخبرة، حتى تجد عندهم إن شاء الله التوجيهات أيضا المناسبة.

وحبذا لو تواصلت معنا وذكرت لنا منذ متى حصل هذا التغير؟ لماذا لا تريد أن تقابل الناس؟ هل حصل موقفا معينا؟ ... هناك أشياء وأسباب نحتاج إلى معرفتها حتى نساعدك أكثر وأكثر، ولكن ما ذكرناه مهم جدا: دعوة يونس عليه السلام، الاستغفار، كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، أدعية وصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- كاشفة للهم وللغم، وغير ذلك من التوجيهات التي وصلت إليك، الاهتمام بها من الأهمية بمكان، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد لك الطمأنينة والأمان.

ولا أدري هذا الألم الذي تقول هو في القلب، هل هو ألم حسي أم ألم معنوي؟ عموما زيارتك للطبيب سيكون فيها الخير الكثير، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}، فتوجه إلى الله تعالى وكن ممن قال فيهم: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك ويسدد خطاك، ونكرر الترحيب بك في موقعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات