هل يحق لي الدعاء لأمر فاتني بالزواج من امرأة مخطوبة؟

0 16

السؤال

السلام عليكم.

هل يجوز الدعاء بالزواج من امرأة مخطوبة، مع العلم أنا كنا على علاقة، ولكن أبوها رفضني، وفرض عليها زوجا آخر، ولكنها لا زالت تحبني، ولا زلنا نتمنى بعضنا البعض.

وهل يجوز الدعاء بالزواج منها في الجنة -إن شاء الله- إن دخلتها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سوداني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


مرحبا بك –أيها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يقدر لك الخير.

نذكرك أولا – أيها الحبيب – بأن ما يقدره الله سبحانه وتعالى للإنسان هو الخير، وهو الأصلح له مما يتمناه، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}، وقال: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد قدر أن يصرفك عن هذه الفتاة لتتزوج غيرها وأن تتزوج هي بشخص آخر فاعلم أن هذا القدر هو الخير إن شاء الله، وإن كنت في نفسك تتمناها، فإنك لا تعلم ما تخبأه الأيام، فارض بما قسم الله تعالى لك، ترح بذلك قلبك وتصلح حياتك.

واعلم أن الإنسان العاقل يشتغل بما ينفعه، يشغل عقله وقلبه ويستغل وقته فيما يعود عليه بالنفع في دنياه وفي آخرته. والاشتغال بما فات الإنسان وذهب هو في الحقيقة تضييع للجهود والأوقات فيما لا يفيد ولا ينفع.

وبعد هذه المقدمة لعلك أدركت بأن الخير كل الخير في أن تنصرف عن التفكير في هذه الفتاة بعد أن خطبت، ونسيانك لها سبب أكيد إن شاء الله في إصلاح أحوالك، والإقدام والإقبال على تأسيس حياتك بشكل صحيح نافع، فالفتيات غيرها كثير، فاحرص على البحث عن الفتاة الدينة الصالحة التي تكون لك سكنا، وتكون لولدك مربية، وستجد بإذن الله تعالى، فاستعن بالله ولا تعجز، واصرف قلبك ولو رويدا رويدا وذلك بقطع التفكير في هذه الفتاة، وسيعينك الله تعالى على ذلك.

أما الدعاء الذي تسأل عنه بأن يجعلها زوجة لك وقد خطبت:
فهو دعاء لا ينبغي لك أن تتلفظ به وأن تشتغل به، فإن المرأة إذا خطبت لن يجوز لآخر أن يخطبها، إذا كان قد قبل الخاطب الأول، فلا ينبغي لك إذا أن تسعى في ذلك، ومن باب أولى لا ينبغي لك أن تشتغل بالدعاء بأن يجعلها زوجة لك في الجنة، فإن قدر الله سبحانه وتعالى الشرعي والكوني قدر أن تكون المرأة لآخر أزواجها، والله أعلم بما يكون في مستقبل الأيام، والجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فلا تشغل نفسك من الآن بما تشترطه وتهواه في الجنة، واسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك للعمل الذي يوصلك إلى الجنة، فإذا دخلت الجنة فكن على يقين بأن لك فيها ما تشتهي وتتمنى، بحيث لا تتمنى غير ما يعطيك الله إياه في الجنة.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يدخلنا وإياك الجنة، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه في هذه الحياة.

مواد ذات صلة

الاستشارات