متعة النكاح والحذر من إشباع الرغبات من غير الحلال

0 311

السؤال

أنا طالب جامعة، ومحافظ نوعا ما، أحب الجنس وأخاف من الاقتراب منه، فماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ Imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وبعد:

فإن متعة النكاح من النعم العظيمة على الإنسان، وقد حبب لرسولنا صلى الله عليه وسلم الطيب والنساء، وجعلت قرة عينه في الصلاة، ولذة الجماع من النعم التي أعدها الله لأهل الجنة، وقد أعد الله لأهل الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وصدق الله: (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ))[السجدة:17] لكن الجنة بحورها وحبورها ونعيمها وظلالها لا تكون إلا لمن اجتهد في عبادة ربه وحرص على ما يرضيه، وكان من الذين مدحهم الله فقال في مدحهم (( قد أفلح المؤمنون ))[المؤمنون:1] ثم ذكر أوصافهم فقال: (( والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ))[المؤمنون:5-6] إلى أن يقول سبحانه: (( أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ))[المؤمنون:10-11].

ونحن ننصحك بعدم الاقتراب من الجنس إلا بالحلال، فإن الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وخير لك أن تخاف، فإن من خاف سلم، (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة)، ولكن ينبغي أن يكون الخوف من الله لا من الفضيحة ولا من المرض ولا من الناس، واجعل مراقبتك لمن يعلم السر وأخفى، وخوفك ممن أعد للظالمين نارا تلظى، واجتهد في الابتعاد عن الحرام، وابتعد عن مواطن النساء، واشغل نفسك بطاعة الله، فهي خير عون لك على النجاح والفلاح، ولا تعود نفسك إطلاق البصر، فإنه كما قال الشاعر الحكيم:
كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

واعلم أن الله قال في كتابه: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ))[النور:30] ولاحظ كيف ربطت الآية بين غض البصر وحفظ الفرج وطهارة النفس، فإن غض البصر وسيلة إلى حفظ الفرج، وهما وسيلة إلى طهارة النفس، فإن الوقوع في الفواحش لا يوصل إلى الإشباع لكنه يتسبب في السعار ويشعل الأزمات النفسية، ويجعل عرض الإنسان عرضة للمعتدين، فإن الجزاء من جنس العمل، فإذا كنت لا تحب الشر والعار لأختك وأمك وكل قربياتك فاجتهد في صيانة أعراض الآخرين.

وتجنب الكلام مع البنات والخلوة بالأجنبية، فإن الشيطان هو الثالث، وحافظ على دينك وحيائك، واجتهد في إعداد نفسك للزواج، فإن الله شرعه وحرم السفاح، وأكثر من اللجوء إلى الله، واحرص على تقواه، فإنه يتولى الصالحين، ويدافع عن المؤمنين ويكون في معية المتقين.

والله ولي الهداية والتوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات