أعاني كثيرًا من الشك بأن الناس تتكلم عني، ما علاج ذلك؟

0 7

السؤال

السلام عليكم

منذ سنتين عندما بدأت تراودني الشكوك بأن الناس تتكلم عني، وكنت أظن أنني مسحورة، ونقص تركيزي وبدأت أنسى، وكنت حزينة لا شيء يفرحني.

ذهبت للطبيب ووصف لي دواء ابليفاي، وذهبت عني الشكوك -الحمد لله- لكنني أتذكر أنني أصبت بصدمة حينها أدركت أنني مريضة فأجهشت بالبكاء، وصرت لا أتكلم كثيرا، ولا أعرف كيف أعبر عن مشاعري، ولا أفرح بأي شيء، وأحب العزلة ولا أخالط الناس لأنني ليس لي خاطر، ولا أجد ما أتحدث به معهم.

أصبت بضعف الشخصية، ولم أعد أحس بالثقة في نفسي، ونقص لدي التركيز، وزاد النسيان وأصبت بزوال الرغبة في الجنس، ودائما متشائمة، ولا زالت هذه الأعراض حتى يومنا هذا.

الأمر الذي يقلقني كثيرا هو أنني لم أعد أعرف كيف أعبر عن أي شيء، أو عن مشاعري علما أنني لم أكن هكذا في الماضي، كنت كثيرة الثقة بنفسي، وكنت اجتماعية بطبعي وأخالط الناس، أتحدث معهم، وكنت فكاهية مرحة، وكل الناس تحبني على عكس ما أنا عليه الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وداد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأهنئك بشهر رمضان المبارك، تقبل الله صيامكم وطاعاتكم.

الحمد لله الذي هيأ لك أن تكتشفي هذه العلة النفسية البسيطة، يظهر أنه لديك درجة بسيطة مما يعرف بالمرض الظناني أو الزواري أو الباروني، أو الاضطهادي -كما يسميه بعض الناس- وهذا المرض يستجيب للعلاج بصورة ممتازة، وحقيقة سعيد من يكتشفه مبكرا ويبدأ في علاجه.

إذا يجب ألا تعيشي أي نوع من الأسى أو الأسف على ما حدث، بل يجب أن تكوني سعيدة به، وأعتقد أن هذا أمر أساسي ليخرجك من الوضع الاكتئابي الذي أنت فيه الآن، أنت لديك عدم القدرة على التكيف، بمعنى أن شعورك بالوصمة المرضية لا زال موجودا، وهذا أدى إلى هذا الشعور بعدم القدرة على التكيف، لا، وأنا أنصحك بأن تتابعي مع الطبيب، وأنصحك بأن تتناولي دواءك.

الإبليفاي دواء راقي جدا، ودواء ممتاز جدا، وجرعة صغيرة منه يمكن أن تكون جرعة كافية بالنسبة لك كجرعة وقائية، أو حسب ما يرشدك الطبيب.

إذا طريقة تفكيرك يجب أن تتغير، الحمد لله أنت أصبت بعلة، ابتلاء بسيط، والحمد لله توفر العلاج، وأنت أفضل من غيرك في أشياء كثيرة، ما شاء الله؛ تعبيرك تعبير ممتاز، من خلال رسالتك أستشعر أن مقدراتك الفكرية عالية جدا، ومطالبة فقط بأن تكوني إيجابية في تفكيرك، وهذا يؤدي إلى إيجابية في المشاعر، ويجب أن تكون هنالك إيجابية في الأفعال: تنظمي وقتك، أن تكوني مفيدة لنفسك ولغيرك، التواصل مع أسرتك، التواصل الاجتماعي، الحرص على العبادات، ممارسة الرياضة ...، تجعلي لحياتك معنى، هذا هو الذي يخرجك من هذا الشعور الإحباطي.

أرجو أن ألفت النظر أنه في بعض الأحيان -وهذا يحدث لحوالي أربعين بالمائة من الذين يصابون بالأمراض الذهانية- قد يدخلون في مزاج اكتئابي بسيط، وفي هذه الحالة أنا أنصح بتناول أحد محسنات المزاج لمدة بسيطة، عقار مثل (بروزاك/فلوكستين) بجرعة عشرين مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، من وجهة نظري سيكون مناسبا جدا في حالتك، لكن أرجو أن تستشيري الطبيب الذي يشرف على علاجك، هذا أفضل كثيرا.

إذا أرجو أن تتفاءلي، أرجو أن تكوني إيجابية، وأن تحسي بالارتياح وتحمدي الله كثيرا أنه قد تم اكتشاف حالتك هذه، وأنه قد تم علاجها، وأنها قابلة للعلاج -بفضل الله تعالى-، -والحمد لله تعالى- يمكن أن تعيشي حياة طبيعية وحياة طيبة جدا، يجب أن يكون هذا هو مبدأك في الحياة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات