أعاني من الأرق المستمر ليلا، فما الحل؟

0 14

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من أرق شديد بدأ معي منذ 3 أيام، بسبب تناول كوبين من القهوة بعد الإفطار، وعندما حاولت النوم -أدخل في مرحل بداية النوم- يحدث شيء في عقلي، وتنتابني فكرة تنبهني فأستيقظ وأنا متعرق ومتوتر، وأبقى طول الليل على هذه الحالة حتى الصباح، وأذهب إلى الدوام وأندم، ثم أعود العصر، فأنام لشدة شعوري بالتعب، وفي اليوم الذي بعده ينتابني ألم في المعدة، وأفكار غريبة تصيبني بتوتر شديد.

في اليوم الثالث قررت أن لا أنام العصر، وقاومت حتى المساء، ثم شربت دواء الحساسية تبلوكسيل، وفعلا نمت من دون تفكير، حيث أصل لمرحلة النوم عندما أكون متعبا ومجهدا وغير قادر على التفكير.

أرجو المساعدة العاجلة؛ فالموضوع يوترني جدا، وقد سبب لي مشاكل جسدية وألما في المعدة، وتعرقا وقشعريرة، وكل هذا بسبب الأفكار التي تراودني، فهل أنا مريض؟ هل عندي اكتئاب؟ وهل سأفقد النوم إلى آخر عمري؟ وغيرها من الأفكار، علما أن عمري 29-30 سنة، ولا أعاني من شيء جسديا، ولكن عندما كان عمري 20 سنة كانت تراودني فكرة قرب الأجل، ولكن مع الإصرار والالتزام التام بالصلاة والخوف من الله ذهبت هذه الفكرة، وأذكر أني شرحتها في وقت سابق هنا، وكان الرد أني أعاني من قلق المخاوف، ويجب أن آخذ جرعة بسيطة، وعلاجا سلوكيا، وفي وقتها قررت أن أتبع العلاج السلوكي، فذهبت الفكرة، ولكن الآن عادت إلي أفكار الأرق والنوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لك استشارة سابقة عام 2018، رقمها (2249627) بالفعل تحدثنا فيها عن القلق الاكتئابي.

الآن - أخي الكريم - أعراضك في هذه الاستشارة أعراض ظرفية، بمعنى أن هذا التوتر الذي أتاك والأرق الذي يصاحبه مرتبط بتغيرات الساعة البيولوجية التي كثيرا ما تحصل لبعض الناس مع صيام رمضان، خاصة في الأيام الأخيرة من الشهر، أضف إلى ذلك أعتقد أنه قد أتتك نوبة هرع بسيطة، ما تحدثت عنه من شعور يأتيك في بداية النوم وما يصحبه بعد ذلك من توتر وتعرق، هذا أعتقد أنه نوبات هرع بسيطة.

أخي: إن شاء الله هذا الموضوع موضوع عارض، ويجب أن تطمئن، وللقضاء عليه: عليك بتكثيف تمارين الاسترخاء، توجد باليوتيوب برامج كثيرة جدا لتمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، ويا أخي الكريم: طبعا يجب أن تتوقف تماما عن القهوة في هذه الأيام، أو تخففها، أو تتناول قهوة منزوعة الكافيين، ويجب أن تلجأ إلى التأمل الإيجابي، تذكر أشياء طيبة في حياتك، تذكر حدث سعيدا، أمنيات، تدبر وتأمل في آيات من القرآن الكريم، انقل نفسك - يا أخي - هذه النقلات الجميلة، هذه مفيدة جدا، ويجب أن تمارس الرياضة، خاصة الرياضة بالنهار، وليست رياضة في الليل.

لا أعتقد أنك في حاجة لدواء لفترات طويلة، ربما يكون تناول عقار (دوجماتيل) والذي يسمى علميا (سلبرايد) لمدة شهر إلى شهرين سيفيدك كثيرا في التحكم في القلق والتوتر والأعراض الجسدية التي تحدثت عنها، خاصة آلام المعدة.

جرعة الدوجماتيل التي تحتاجها هي خمسون مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسون مليجراما صباحا لمدة أسبوعين، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

تناول مضادات الحساسية - أيها الفاضل الكريم - بالفعل تحسن النوم، وأنت نومك تحسن بصورة ممتازة، وهذا دليل على أن حالتك ليست معقدة، لأن هذه الأدوية أيضا هي أدوية ضعيفة جدا، ولا مانع - يا أخي - أن تستعمل نفس الدواء لمدة يومين أو ثلاثة، لكن بعد ذلك يجب أن تتوقف عنه، والجأ للإجراءات التي ذكرتها لك.

ويسعدنا تماما أن تتواصل معنا في الشبكة الإسلامية في المستقبل إذا كانت هنالك حاجة لذلك، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات