منذ ظهور الطنين وأنا أعاني.. فما العلاج؟

0 17

السؤال

شكرا لكم على هذا الموقع.

أنا طالب جامعي، عمري 25 سنة، شعرت قبل 8 أشهر وأنا في العمل بصوت صفير في أذني اليسرى، تصفحت الإنترنت، فوجدت أن الطنين يؤدي إلى أشياء... (خفة)، أتتني أفكار مختلفة، وأني سوف أبقى طوال عمري أفكر في أذني، ولن أنساها.

ذهبت إلى طبيب وقام بفحص أذني، وقال بأن سمعي ناقصا، وأعطاني بعض الأدوية، وكانت كثيرة، وخفت من تلك الأدوية؛ لأن مدة العلاج شهر، تلك المدة كنت مريضا منهكا غير قادر أن أمشي من الإعياء، قمت ببعض التحاليل أيضا الحمد لله كانت سليمة، استعملت الأدوية التي أعطانيها طبيب الأذن، لكن بدون جدوى.

مر شهر، وزرت أطباء الأذن، وأجروا لي الفحوصات، وقمت بفحص للسمع، وكان ناقصا بعض الشيء، وأجريت فحصا بالرنين المغناطيسي، والنتائج سليمة، وأعطاني الطبيب دواء tanakan، لكن دون جدوى، ولم يجدوا عندي شيئا، وأجمعوا أنه ليس مرضا، وأنه حالة عرضية، وأوصوني أن لا أفكر فيها وسوف تختفي، وطلبوا التعايش معها.

مؤخرا ظهرت لي دوخة، أيضا أشعر بسرعة دقات القلب، -لا أعلم-، دخلت في حالة ظنون ووساوس، وأنه لا يمكن أن أنسى مرضي، وسوف أبقى طوال حياتي هكذا، وبفضل الله الآن لا أفكر فيه كثيرا، وأصبحت أتلائم معه تدريجيا، ولكني أشعر أني مصاب بالتعب وعدم الراحة، أحس بنفسي غير قادر على أن أقوم بالأمور التي كنت أقوم بها في الماضي.

أيضا أحس بالخوف من المرض، أو ظهور أي شيء، تأتيني أفكار، وأفكر بكثرة بأني إذا أصابني شيء أقول ماذا بي؟ لماذا أرتبك، لا أعرف، وأقول لا يوجد لي علاج، وكنت أتصفح الإنترنت بكثرة على أعراض مثل هذه الأعراض .....، وأنه لا يوجد لحالتي علاج أو سوف أبقى طوال حياتي، أفكر في أني مريض، ولا أذهب إلى جامعتي في الأول، وأغلب تفكيري كيف سوف أخرج من هذا المأزق؟ وأن كثرة تفكيري سوف تؤدي بي للهلاك، وأني سوف أصبح هكذا مدى الحياة.

عندما أخرح مع أصحابي أكون سعيدا وأنسى مرضي، وأنسى كل شيء، وعندما أقوم بتمارين رياضية wourkout في المنزل لا ينتابني ذلك الشعور بالتعب، بل أكون مرتاحا، أنسى أني مريض، وأقوم بالتمارين، أحس أن تلك التمارين صعبة، لكن أقوم بها بجد، وأيضا عندما أقوم بأشياء أخرى، يعني لا أترك أي مجال فارغ لكي أكون بخير، وعندما أكون بمفردي، أو بعد مرور بعض الوقت ينتابني شعور بعدم الراحة، وفجأة النفسية تتغير، ينتابني ذلك الشعور بالتعب، وعدم الراحة، وتشويش في العينين، وعدم القدرة على عمل أي شيء.

الإعياء، وعدم الراحة بعض الأحيان، أحس بنبضات قلبي بكثرة، وأرجع أفتح الإنترنت وأتصفح للبحث عن علاج، وسوف أبقى طوال حياتي هكذا. 

أحيانا أفكر بأني مريض وبحاجة لطبيب، ولكن لا أريد زيارة أي طبيب لثقتي بأني سأفوت هذه المرحلة بإذن الله.

أخاف من الأدوية، ولا أحبها، ولدي خوف من الإدمان عليها، أحيانا أكون سعيدا، وأحدث نفسي أني سليم، ولا يوجد في شيء، آكل وأشرب ...

مع العلم أغلب هذا التفكير يأتيني مختلفا كل يوم، عندما أكون سعيدا لا أشعر بشيء، لكن تتغير النفسية، لا أعرف لماذا.

أريد أن أقوم بواجباتي بتمعن، أي شيء، -الحمد لله- أصلي، أقوم بديني، وعبادتي.

أرجوكم ساعدوني، هل هذا فقط من ضغط العمل والدراسة والتفكير في المستقبل، أو هي حالة عرضية وسوف أشفى منها؟ 

أريد طريقة أعتني بها بنفسي بدون طبيب؟
مثل الرياضة، أي شيء سأقوم به -إن شاء الله كي أسترجع ثقتي بنفسي.

شكرا لكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يتقبل طاعاتكم.

أنا تدارست رسالتك، وهي رسالة واضحة جدا، وفعلا موضوع الطنين والدوخة أمر مزعج، وهذه الحالات غالبا تكون ناتجة من أمراض في الأذن الداخلية، لكن هنالك حالات كثيرة جدا أيضا ناتجة من القلق والتوتر النفسي، وفي بعض الأحيان قد تجد علة عضوية بسيطة جدا: مثلا الشمع داخل الأذن، ضعف بسيط في السمع - كما تفضلت - وهذه الأعراض تزداد وتتضخم، لأن الجانب النفسي مؤثر جدا، الإنسان يقلق، يتوتر، يتخوف، يبدأ يوسوس، وهذا قطعا يضخم الأعراض.

فيا أخي الكريم: أعتقد أنك في هذا الغالب، أي أن شخصيتك شخصية طيبة ومسالمة، ولك عواطف إيجابية، لكن في ذات الوقت يظهر أنه لديك هشاشة نفسية ولديك ميول للقلق وللوسوسة وللخوف، وهذا قطعا ساعد في استمرار هذه الأعراض.

إذا الحالة نعتبرها حالة نفسوجسدية، يعني أسباب نفسية أدت إلى أعراض عضوية، أو الأعراض العضوية البسيطة تضخمت من خلال التأثير النفسي.

عموما هذا ليس مرضا، هذه مجرد ظاهرة، وكما تفضلت التجاهل من الأسس الرئيسية لعلاج هذه الحالات، إذا انشغلت بها وفكرت فيها كثيرا ووسوست حولها سوف تزداد وسوف تؤدي إلى كثير من القلق والصعوبات الحياتية، أما إذا تجاهلتها فهذا هو المنهج العلاجي الصحيح، فأرجو أن تجتهد في هذا السياق وتتجاهل هذه الأعراض.

بقي بعد ذلك طريقتك في الحياة ومنهجك في الحياة، ونمط حياتك: أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف يكون مفيدا لك، أن تنام نوما بالليل مبكرا، أن تنظم وقتك، أن تتجنب النوم النهاري، أن تمارس بعض التمارين الاسترخائية، أن يكون طعامك طعاما صحيا... هذه - يا أخي - كلها أمور مهمة جدا لتطوير الصحة النفسية وحتى الصحة الجسدية عند الإنسان.

أنا لا أعتقد أن ضغط الدراسة والتفكير في هذا الأمر هو السبب، لكنه قد يزيد الأعراض، ويجب أن تكون في هذا السياق شخصا إيجابيا، الحمد لله تعالى أنت في المرحلة الجامعية، وقطعا على أعتاب التخرج، ويجب أن تكون متفائلا، ... فيا أخي من خلال تنظيم الوقت الإنسان يمكن أن يتجنب الضغط الأكاديمي، مثلا: إذا نمت ليلا مبكرا، وهذا أفضل، تستيقظ لصلاة الفجر، وبعد الصلاة تجهز نفسك من استحمام وشيء من هذا القبيل، بعد ذلك تدرس لمدة ساعة إلى ساعة ونصف في الصباح، هذا الوقت وقت ممتاز، والبكور فيه بركة، ونسبة للنوم الجيد والنوم المبكر يكون هنالك ترميما كاملا في خلايا الدماغ مما يجعلك تحس أن درجة التركيز عندك عالية جدا، وهذا قطعا يفيدك فيما تقوم به من مذاكرات.

فيا أخي الكريم: انتهج مثل هذا المنهج وهذه الوسائل، والإنسان الذي يبدأ مبكرا في الصباح دائما تجد بقية اليوم بالنسبة له أصبح سهلا وسلسا، وكل الناجحين تقريبا تجدهم يستفيدون من فترة الصباح. اجعل هذا منهجا لك.

تمارين الاسترخاء أيضا تمارين مهمة جدا، (تمارين التنفس المتدرج، تمارين قبض العضلات وشدها واسترخائها)، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب أراها سوف تكون مفيدة لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت محتاج لدواء بسيط، وأرجو أن تأخذه، الدواء يسمى (سلبرايد)، تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، دواء سليم، لكنه مضاد للقلق وممتاز، خاصة في موضوع الطنين والدوخة التي تعاني منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك كثيرا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات