أحس بألم في القلب وأن الموت قريب.. ساعدوني

0 17

السؤال

السلام عليكم

عمري 16 سنة، طالبة في الثانوي، أعاني من ألم خفيف في القلب، ألم متقطع، وفي بعض الأحيان أحس بوخز فيه يكون متوسط الألم، والألم كلما بذلت جهدا كالمشي مثلا نقص، وكلما زادت فترة راحتي كان الألم يرافقني، وأيضا في الجهة اليمنى يوجد لدي ألم بسيط وخفيف، لكن قليلا ما يحدث معي، ولدي ألم على مستوى الظهر وتحت الإبط في الجهة اليسرى، وهذا يكون مستمرا.

كذلك أشعر أن أجلي قد اقترب، وأكون خائفة من ذلك خاصة في الليل، وعند نومي على الجانب الأيمن أشعر كأن شيئا من الجهة اليسرى قد نزل، وأيضا أعاني من ضيق في التنفس، لكن بدرجة خفيفة، لذا أنا لا أحفز النوم عليه، ودقات القلب لا أعلم ما بها، تكون دقات متباينة، وفي بعض الأحيان تكون دقات خفيفة.

هذه الأعراض كانت معي على شكل آلام متوسطة، وبعد مدة ثلاثة أيام درجة الآلام نقصت، وهذا الألم أعانيه منذ 6 أيام دون ذهاب الألم، أو أي شيء، بالرغم من شربي لدواء مسكن للألم paracétamol، وأنا خائفة جدا إذا كانت عندي نوبة قلبية أو صدرية.

آسفة على الإطالة، وأتمنى الرد يا أفضل موقع.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

حالتك حالة بسيطة جدا، أنت لديك أعراض قلقية، هذا نسميه بقلق المخاوف البسيط، وقلق المخاوف بالفعل يظهر في شكل أعراض جسدية، خاصة الوخز والآلام في القفص الصدري؛ لأن التوتر النفسي حتى وإن كان بسيطا يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري.

وأنت ذكرت نقطة هامة جدا أن هذا الألم ينقص عند المشي، لذا نعتبر الرياضة علاجا أساسيا جدا لهذا النوع من القلق، أو ما يسمى بالقلق التوتري أو الأعراض النفسوجسدية.

الخوف والشعور بدنو الأجل: هذا أيضا نشاهده مع الخوف، خاصة إذا كانت هناك نوبات هرع أو فزع، وهذا أيضا يؤدي إلى ضيق في التنفس، وحقيقة ليس لديك مرض عضوي، تسارع ضربات القلب ناتج من القلق الذي يزيد من نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي (جهاز السمبثاوي) وينتج عن ذلك زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب، وفي بعض الأحيان تباينها أو عدم انتظامها، وهذه حالات فسيولوجية لا علاقة لها بمرض القلب أبدا، فاطمئني – أيتها الابنة الكريمة -.

مارسي رياضة، أي رياضة، رياضة المشي، رياضة على الدراجة المتحركة الثابتة داخل البيت، هذه الرياضة سوف تفيدك كثيرا.

والأمر الآخر: عبري عن نفسك، لا تكتمي، الأشياء التي تضايقك عبري عنها، تكلمي مع والدتك، مع أختك، مع صديقتك، فالكتمان أيضا ليس أمرا جيدا.

نظمي وقتك، ولا تنامي وقت النهار، لكن نامي ليلا في وقت مبكر، واستيقظي مبكرا، وهذا يساعدك على الاسترخاء في الصباح.

هناك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، لها عدة مكونات (الشهيق الزفير)، مسك الهواء بالصدر بصورة متدرجة، شد العضلات وبعد ذلك إطلاقها واسترخائها، هذه تمارين مفيدة جدا، إسلام ويب لها استشارة رقمها (2136015)، أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة، وتطبقي الإرشادات والتعليمات الموجودة بها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

إذا هذا هو الذي تحتاجين له، واجتهدي في دراستك، وكما ذكرت لك: نظمي وقتك، ورفهي على نفسك بأشياء طيبة، واشغلي نفسك مع الأسرة وفي أعمال البيت... هذا كله إن شاء الله تعالى يزيل هذا الذي بك تماما.

طبعا إن استمرت الأعراض أو كانت مزعجة أكثر: في هذه الحالة يفضل مقابلة طبيب نفسي ليكتب لك أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومنها عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس)، دواء رائع جدا، لكنك لا تحتاجين لدواء في هذه الفترة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات