لدي خوف من الجن خاصة عندما أبقى وحيدة في البيت!

0 17

السؤال

السلام عليكم.

متزوجة منذ سنة وشهرين، لا أشعر بالراحة في منزلي، أخاف منه جدا، وأصبحت أخاف جدا من الجن والشياطين خوفا غير طبيعي، ممكن أضل جالسة في مكاني إلى أن يرجع زوجي من الشغل، الخوف أثر على حياتي جدا، وأتعبني نفسيا، وأثر على عبادتي، لم أعد أتأثر لما أسمع أي درس، أصبحت أصاب بالصداع، وغير مركزة أغلب الوقت، أنا أرضع، وعندي ابن عمره خمسة أشهر، والخوف هذا وجد عندي بعدما زوجي أخذ يحكي لي كلاما عن الجن، حاولت كثيرا أتخلص منه فلم أستطع.

بالله عليكم تساعدوني وتنصحوني، ساعات أبكي بسبب الخوف، عندما يخرج زوجي أتوتر وأخاف، وضربات قلبي تزيد.

مع العلم أني محافظة على الأذكار، وأشغل القرآن كثيرا في الشقة، ورقيت نفسي واستعنت بأحد يرقي، وقال -الحمد لله- الشقة ليس فيها شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

هذا النوع من المخاوف الوسواسي معروف، وهو مكتسب ومتعلم، وناتج غالبا عن مفاهيم خاطئة في المجتمع، وكما تفضلت ما يقوم به زوجك من حكايات عن الجن، وعن عالم الجن تدعم وتثبت وتعزز مشاعر الخوف لديك.

أيتها الفاضلة الكريمة: الإنسان مكرم، والإنسان في حفظ الله، والإنسان خلقه الله في أحسن تقويم، وفضله على كل ما خلق فقال: {فتبارك الله أحسن الخالقين}، وديننا الحنيف علمنا كيف نستعيذ بالله من الشياطين ومن شرها وشر الجن وخلافه، وعلمنا الأذكار التي بها نحفظ أنفسنا مما خلق الله تعالى، مما نرى ومما لا نرى، من الشياطين ومن الجراثيم ومن كل ذي شر لا نطيق شره، لكن الأذكار يجب أن يتيقن الإنسان بها، وأن يتدبر ويتأمل، حين تسألي الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك؛ ما الذي سيصيبك بعد هذا؟ لن يحدث لك أي أذى بحول الله وقوته.

إذا يجب أن تصححي مفاهيمك، وأن تعرفي أنك في حفظ وحرز الله تعالى، هذا هو الأمر المهم جدا.

الأمر الثاني: لا تقرئي كثيرا عن هذه المواضيع، هنالك الكثير من المعلومات الخاطئة والمشوشة والمشوهة، تزيد حقيقة من صعوبات الحياة عند الناس.

أيتها الفاضلة الكريمة: اشغلي نفسك بشيء مهم في البيت (ترتيب المنزل، تنظيم الوقت) هذا كله يخرجك من هذا الذي أنت فيه، واطلبي من زوجك الكريم ألا يحكي لك عن هذه الأشياء المخيفة، لو التحقت أيضا بمركز من مراكز تحفيظ القرآن؛ سوف يدعم قناعاتك الإيمانية، وأنك في حرز الله وحفظه.

قلق المخاوف من هذا النوع أيضا يتطلب علاجا دوائيا؛ لأنه كله يعتمد على الفكر والاضطرابات – اضطرابات المخاوف القائمة على الأفكار – دائما تستجيب للعلاجات الدوائية بصورة ممتازة جدا.

هنالك دواء يعرف باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريا (لسترال) مفيد جدا، يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (إندرال)، جرعة السيرترالين هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة أربعة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميا – أي خمسين مليجراما – لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين يوميا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول السيرترالين، وهو دواء رائع ومفيد وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

دعمي السيرترالين بدواء الإندرال، وهذا يساعد حقيقة في تخفيف ضربات القلب؛ لأنه من مجموعة من الأدوية تسمى (كوابح البيتا)، جرعة الإندرال هي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الإندرال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات