كيف أتخلص من ضغوط الحياة ومنغصاتها النفسية؟

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أحبكم في الله، وجزاكم الله خيرا موقعي المفضل، وشيوخي تاج رأسي، جزاكم الله خيرا.

كنت اجتماعيا منغلقا إلى حد ما، وبعدما ارتبطت وجدت نفسي انفتحت على المجتمع بشكل كبير، ولم تكن لدي خبرة كافية في التعامل، -الحمد لله- استطعت أن أتحمل المسئولية، وحققت نجاحا كبيرا، ولكن تعرضت لأزمة نفسية عنيفة جدا، وقاربت أن أنتحر إن لم يتحقق هدفي (غفر الله لي)، ولكني تعديت هذه الأزمة، واستفدت منها كثيرا، وكانت من أكبر النعم في حياتي.

الآن أتعرض لبعض المنغصات النفسية من وقت لآخر، أنا الحمد لله رزقت همة عالية، أسأل الله أن يديمها علي، وأن يتمها بالعمل، وأريد أن أحقق أهدافا كثيرة لنفسي وزوجتي وأبي وأمي وأمتي، كنت أريد معرفة حل بسيط لهذه الضغوط؛ لأن هذه الضغوط تؤثر على تركيزي في عملي وإنتاجيتي بشكل غير مباشر، أريد أن أكون هادئا، وأركز في عملي بشكل كبير، وأمارسه براحة نفسية بدون ضغوط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mosilm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

لديك استشارات سابقة، وفي استشارتك هذه لا توجد – الحمد لله تعالى - إشكالات كبيرة، الذي فهمته من استشارتك هذه أنك كنت رجلا تحب أن تكون مع ذاتك، ولا تكثر التواصل أو الانفتاح الاجتماعي، وبعد أن تزوجت – الحمد لله تعالى – تحسنت لديك الدافعية، ويظهر أنك كنت متحمسا لدرجة أنك لم تتحمل هذه الصدمة النفسية التي حدثت لك.

والحياة – يا أخي – طيبة وجميلة، وإن كانت لا تخلو من الصعوبات والأكدار، ومواجهة المشاكل والصعوبات مهمة جدا؛ لأنها هي التي تبني الدعامات النفسية عند الإنسان، هي التي تزيد المهارات وتحسن الخبرات فيما يتعلق في كيفية مواجهة هذه المشاكل، وكل مشكلة في الحياة الإنسان يحاول دائما أن يجزئها إلى جزئيات، في بعض الأحيان إذا أخذنا المشكلة بكلياتها وككتلة واحدة قد يصعب علينا تفكيكها وحلها، ونحاول أن نحل ما يمكن حله، ونتغاضى عما يمكن التغاضي عنه، ونتجاهل ما يمكن أن نتجاهل عنه، وأن نضع خطة مستقبلية لحل الأمور الباقية، والإنسان دائما يستعين بالله تعالى، ويكثر من الاستغفار حينما تحدث هذه المشاكل، والحمد لله تعالى الإنسان يستطيع أن يتجاوز الصعوبات إذا ألزم نفسه جانب الصبر وقوة الشكيمة، وصدق من قال:

جبلت على كدر وأنت تريدها*** صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها***متطلب في النار جذوة نار

أخي الكريم: أنا حقيقة أقول لك كل الذي تحتاجه هو أن توظف القلق الذي لديك، أنت لديك طاقات قلقية كثيرة، والقلق يعتبر أصلا طاقة نفسية مطلوبة، الذي لا يقلق لا ينجح – أخي الكريم – الذي لا يخاف لا يتحوط، الذي لا يوسوس لا ينضبط، لكن هذه الطاقات حين تخرج عن النطاق وتكون اندفاعياتنا أكثر مما يجب قد تؤدي إلى سلبيات كما هو في حالتك، فأنت توظف قلقك من خلال أن تحسن إدارة وقتك، اشغل نفسك بما هو مهم، يجب أن تكون لديك أنشطة متعددة (العمل، الرياضة، العبادة، التواصل الاجتماعي، القراءة، الترفيه على النفس بما هو طيب، القيام بالواجبات الاجتماعية ...)، أشياء كثيرة يمكن أن توظف قلقك هذا وتحوله إلى قلق إيجابي، والرياضة مهمة جدا لامتصاص الطاقات النفسية القلقية السلبية، هذا أمر مؤكد ولا شك في ذلك.

فإذا – أخي الكريم – هذه هي النصائح التي أنصحك بها، وأرجوك أيضا أن تحرص على النوم الليلي المبكر، وتتجنب السهر، هذه أفضل طريقة لتحسين التركيز (التركيز في العمل، التركيز في القراءة، التركيز في الصلاة، التركيز في الحياة عامة)، النوم الليلي المبكر مع الاستيقاظ المبكر، والاستفادة من فترة الصباح، بعد أن تصلي الفجر هنالك أشياء كثيرة جدا يمكن للإنسان أن يقوم بها.

ممارسة الرياضة أيضا – كما ذكرنا – مهمة جدا، الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، فكل هذه الأمور – يا أخي – أنصحك بها، و اجعل دائما فكرك فكرا إيجابيا.

أنا أعتقد أنه أيضا لا بأس أن تتناول دواء بسيطا مضادا للقلق وللتوتر، عقار (ديناكسيت) دواء بسيط جدا، غير إدماني وغير تعودي، ولا يحتاج لأي بروتوكول خاص في تناوله، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهر إلى شهرين، وبعد ذلك تتوقف عن تناوله، أنا متأكد أنه سوف يساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات