تعرفت إلى شاب معاملته معي غير جيدة ويريد خطبتي، فماذا أفعل؟

0 19

السؤال

السلام عليكم

لقد تعرفت إلى شخص حسن المظهر والخلق بنية الزواج، ونظرا لظروفه المادية الصعبة لم يستطع التقدم لخطبتي فطالت مدة التعرف.

في هذه المدة لم تكن معالمته لي جيدة، حيث أنه لأتفه سبب يسبني بالكلام الفاحش وينقص من قيمتي، ثم بعد مرور وقت يقول لي بسب الضغط، وأنه لم يقصد، وبقي يتكرر هذا الشيء في كل مرة، حتى أنه ذات مرة وصفني بالصلعاء لأنني أعاني من تساقط الشعر.

الآن بعد تحسن ظروفه يريد خطبتي، وعندما استخرت حلمت أن والده اتصل بوالدي وقال له بأن ولده ليس له نية جيدة في الزواج مني، وأنه يريد إمضاء الوقت فقط.

لم أفهم إذا كان ذلك أضغاث أحلام أم رؤيا، وما تفسيرها؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهرزاد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي الشاب المذكور لأحسن الأخلاق والأفعال والأعمال، وأن يجمع بينكم بالحلال، وأن يحقق لكم السعادة والآمال.

لا شك أن تقييم هذا الشاب أنت أعرف الناس به، وإذا كان الشاب -كما ذكرت- حسن المظهر والشكل، وفيه إيجابيات؛ فعليك أن تنظري أيضا إلى دينه وخلقه، ثم توازني بينه وبين الشباب والفرص المتاحة أمامك في الحياة، ثم بعد ذلك تقررين، وعليك أن تستخيري وتستشيري، واعلمي أن لأرحامك دورا كبيرا، إذا تقدم (الشباب) لخطبتك فعند ذلك عليكم أن تطلبوا مهلة حتى يسأل أرحامك عمن تقدم لك، فالرجال أعرف بالرجال.

وإن كان الشاب حسن المظهر والخلق (أي الشكل)، ولكن يبدو منه سوء خلق (أي أخلاق) ففي كل الأحوال نحن نحتاج أن نوازن؛ لأن الفتاة لن تجد الشاب الذي ليس له عيوب، ولن يفوز الشاب بفتاة ليس لها عيوب، لكن الشريعة في وصيتها الأولى: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه)، ووصيتها للشاب ولمن يتقدم للزواج من فتاة (فاظفر بذات الدين)، فعليك أن تنظري في هذا الشرط الرئيسي، وعلى أرحامك أن يبحثوا عن هذا الأمر؛ لأنك مع الاستخارة محتاجة إلى استشارة ممن يعرفون هذا الشاب، وأول الناس في الاستشارة هم أرحامك الذين هم أعرف الرجال بأمثالهم وإخوانهم من الرجال.

أما ما ظهر لك في النوم فأنا لست معبرا للأحلام، ولكن في كل الأحوال قد يكون هذا أيضا من أضغاث الأحلام، لأن الإنسان إذا فكر في مسألة ربما يراها في نومه، وعلى كل حال الاستخارة هي طاعة لله -تبارك وتعالى-، وبعد ذلك الإنسان ينطلق وفق المعايير الأخرى، وفق الشورى ووفق النظرة الشاملة، ثم تنظري في الشباب والفرص المتاحة بالنسبة لك، ثم بعد ذلك مسألة القبول هي بيدك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ولا مانع أيضا من تكرار الاستخارة مرات ومرات، مع مشاورة من حضرك، من أرحامك العقلاء والفضلاء، وهذا الشاب أيضا الذي كان يسيء أحيانا ويتكلم بكلام فاحش أحيانا ربما كان الأمر -كما ذكر- من الضغوط، لكن هذا ليس عذرا، فالإنسان حتى لو كان مضغوطا ما ينبغي أن يسب، وأنت أيضا ينبغي أن تضعي هذه السلبيات إلى جوار ما عنده من الإيجابيات، (فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط).

وعموما: لا نريد أن تستعجلي حتى تدرسي الأمر، فإن الإنسان لا يندم على التأني، ولكنه يندم على العجلة.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات