أزمة عاطفية سببت لي أعراضا نفسية، فهل من مساعدة؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي بدأت عند تعرضي لأزمة عاطفية منذ شهرين، استيقظت ليلا يوما ما وعندي ارتفاع كبير في ضربات القلب، وبرودة شديدة، وخوف من الموت، وقلت لنفسي أنني سأموت لا محالة، وصليت ركعتين، وعند استيقاظي في ذلك الصباح لم أكن أنا!

حتى الآن وجع في معدتي، ومن ثم وجع في صدري، ذهبت لطبيبين باطنة وقلب، وآخر
طبيب صدر، وقمت بعمل أشعة على الصدر وتحاليل دم، والأطباء قالوا لي: بأنني سليم تماما، ولكنني متعب جدا، الآن كل ما أشعر به هو وجع في منتصف صدري عند تحريك أضلعي وشعوري بوجود شيء في حلقي، وضيق في التنفس، مع أنني أتنفس بشكل عادي، ولكنني أشعر بهذا الضيق.

أفكر في هذه الأزمة العاطفية، وأفكر في الشخص الذي كسر قلبي حتى الآن، أصبحت لا أقدر على التعامل مع حياتي الطبيعية، أو حتى دراستي؛ أشعر بأن شيئا يخنقني، وبالطبع عندي مشاكل في النوم أحاول أن أكون بشكل جيد، ولكني أعاني.

أنا حقا أشعر بالقلق دائما، والأفكار السيئة التي تراودني دائما كان عقلي مبرمجا عليها، كل ما يقلقني الآن شعوري بشيء في أسفل حلقي وبداية صدري كأن شيئا ينقبض وينبسط، فهل من مساعدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

ما وصفته بالصدمة أو بالأزمة العاطفية التي حدثت لك نتج عنها ما نسميه بنوبات هرع أو فزع، وتسارع في ضربات القلب، والشعور بالبرودة في الأطراف، خاصة الخوف من الموت: هذه كلها سمات من سمات نوبات الرهاب والهرع والفزع. الذي يظهر لي أنك سريع التأثر، ولديك قابلية للقلق.

أرجو أن تطمئن أن مثل هذه الأزمات إن شاء الله تعالى هي عارضة ووقتية، وهذه الأشياء تحدث في الحياة. عليك أن تكون صلبا، أن تكون قويا، أن تركز على ما ينفعك، خاصة دراستك، حاول أن ترفه على نفسك بأشياء طيبة وجميلة، كن بارا بوالديك، حافظ على صلواتك، وكن شخصا يهتم بالرياضة، الرياضة مهمة جدا، تقوي النفوس كما تقوي الأجسام.

هذه هي نصائحنا لك، وبالنسبة للأزمة العاطفية: هذه الأمور تحدث بين الشباب – كما ذكرت لك-، ومستقبلا يجب ألا تدخل في مثل هذه العلاقات أصلا، لأن فيها محاذير كبيرة.

عموما أنت إن شاء الله تعالى في طريقك أن تتخطى هذا الذي وقعت فيه، وبالنسبة للنوم: أريدك حقيقة أن تتجنب النوم النهاري، أن تمارس الرياضة – كما ذكرت لك – لا تتناول الشاي أو القهوة أو المثيرات بعد الساعة السادسة مساء، احرص على أذكار النوم، هذا أمر مهم جدا وضروري.

يوجد دواء بسيط جدا وهو يناسب عمرك ولا إشكال فيه، يسمى (إيمتربتالين) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (تربتزول)، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام فقط لمدة أربعة أيام، ثم اجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم أنقصها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء. سوف يحسن من نومك إن شاء الله تعالى، ويخفف كثيرا من نوبات القلق والتوتر الذي أصابك.

أنصحك مرة أخرى بالرياضة، ويا حبذا لو أضفت إليها أيضا تمارين استرخاء (تمارين التنفس - الشهيق والزفير – المتدرج، تمارين شد العضلات واسترخائها)، وتوجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تستعين بأحد هذه البرامج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات