أريد التخلص من وساوس المرض والموت وأعيش طبيعيا.

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

لدي وسواس بالمرض والموت، وأعاني من هذا الوسواس منذ سنتين، وكل فترة تتغير الأعراض في جسدي، لدرجة أني كل أسبوع أذهب لطبيب القلب وأفحص، والحمد لله جميع النتائج طبيعية جدا، لكن الوسواس لا يريد الذهاب من عقلي، وفي هذه الفترة يأتيني عند الاستيقاظ من النوم، لدرجة أني لا أصدق أني استيقظت من النوم، وكل يوم يأتيني الوسواس ولا أستطيع أن أمارس حياتي، أصبحت أخاف من أبسط الأشياء، وأخاف من توقف قلبي فجأة، أو إصابتي بمرض خطير، على الرغم من أنني لم أكن في السابق أخاف من أي شيء، حتى المرض أو الموت، ولكني الآن لا أستطيع الشعور بالراحة من كثرة التفكير، والشعور بالإرهاق، وعدم الشعور بالقوة، مع وجود ألم في المعدة، وقد أجريت فحوصات عديدة، والحمد الله جميعها جيدة، ولكن لا أدري ماذا يحدث معي؟

إلا أنني بفضل الله محافظ على الصلوات الخمسة، وأعرف أننا سنموت، ولا يوجد مفر من هذا، لكني أريد أن أعيش حياتي بعيدا عن التفكير أو الوسواس الذي يأتيني كل ساعة وكل يوم، فهذا الوسواس يجعلني أخاف من المستقبل، ويجعلني سلبيا جدا، فقد أصبحت خائفا جدا من هذه الحياة، ومن المستقبل، ومن الوقت، ومن كل شيء، أريد حلا بارك الله فيكم.

وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لنكون أكثر دقة، ونسمي ما تعانيه (رهاب الموت)، ويتمثل في الخوف من الموت والخوف من الأمراض الشديدة، أو الخوف من توقف القلب، وكما قلت إنه شيء في نفسك، ولا تستطيع أن توقفه، وليس هناك مشكلة عضوية كما بينت الفحوصات العديدة التي قمت بها، فهو إذا تفكير في الموت باستمرار وخوف منه، فالمشكلة في الأساس مشكلة نفسية.

رهاب الموت – أو المخاوف الوسواسية من الموت – مشكلة نفسية بحتة، وعلاجها إما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا، والأفضل أن نجمع بين الاثنين.

هناك أدوية كثيرة تعالج المخاوف الوسواسية من الموت – أو رهاب الموت – ولعل أفضلها هو الـ (استالوبرام) أو ما يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة بعد الإفطار، ثم بعد أسبوع حبة كاملة، وتحتاج لفترة شهر ونصف حتى تشعر بزوال الأعراض التي تعاني منها، وبعد زوال هذه الأعراض يجب أن تستمر في العلاج لفترة – على الأقل – ستة أشهر، حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى، ثم يتم التوقف منه بالتدرج، وذلك بسحب ربع الجرعة أسبوعيا حتى تتوقف منه تماما.

هناك طبعا علاج نفسي سلوكي يمكن أن تمارسه، ويستحسن يكون تحت إشراف معالج نفسي من خلال جلسات أسبوعية، وهناك أشياء طبعا يمكن أن تفعلها أنت لتسترخي:

أولا: ممارسة الرياضة يوميا، وبالذات المشي، يساعد كثيرا على الاسترخاء.

ثانيا: الانشغال عن هذا الخوف بأن لا تكون وحدك؛ لأن الإنسان عندما يكون وحده دائما يكثر هذا التفكير السلبي والخوف، فكلما كنت مع الناس تكون أفضل.

ثالثا: حاول التواصل مع أصدقائك؛ لأن هذا يخفف عنك.

رابعا: الحمد لله طبعا أنت إنسان محافظ على الصلاة، وليكن لك أيضا ورد من القرآن تقرأه يوميا، واحرص على الأذكار والدعاء.

خامسا: شارك في أعمال البيت من ترتيب وتنظيف، والمساعدة في أمور البيت.

كل هذه الأمور تزيد في الطمأنينة والسكينة وراحة البال، وبالتالي تذهب عنك هذه الوساوس والمخاوف الوسواسية من الموت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات