هل حالتي وسواس أم مرض عضوي؟

0 13

السؤال

عمري 23 سنة، قبل ثلاثة أشهر كنت أعيش حياة طبيعية بدون مشاكل، في أحد الأيام أثناء نومي بدأت أسمع طنينا في أذني اليمنى، فبدأت أوسوس، بعد يومين ذهبت إلى طبيب الأنف بعد الفحص وقال: كل شيء سليم، وعملت تخطيط سمع وكان سليما أيضا، فصرف لي بخاخا للأنف ولكن لم ينفع، والطنين دائما مستمر، أسمعه في الليل عند الهدوء.

بعدها بدأت رحلتي مع غوغل والوساوس، قرأت أن الطنين يمكن أن يكون ورما في المخ، وقرأت أعراضه، فبدأ يظهر عندي ثقل في الأطراف اليمنى، ذهبت إلى طبيب المخ والأعصاب ففحصني سريريا وقال: إنك سليم، وطلب مني تحليل صورة الدم والغدة الدرقية (tsh و crp)، وطلبت منه رنينا مغناطيسيا؛ لكثرة وساوسي، فخرجت النتائج سليمة، وأنا عندي التهاب في الجيوب الأنفية فقط، والتحاليل كلها جيدة، رغم هذا فالأعراض التي عندي لم تذهب، وأصبح عندي تنميل كأنه وخز في الأطراف مستمر وفي الجسم أحيانا.

ذهبت مرة أخرى إلى طبيب الأنف، وقال لي: إن الأذن الداخلية جهة عصب التوازن أصيبت، أما السمع فسليم، وصرف لي دواء ولم ينفع، فذهبت إلى طبيب آخر فقال لي مشكلة أخرى، وهي اعوجاج الحاجز الأنفي، ويلزم له عملية، أما الطنين ليس مضمونا أن يزول!

والله تعبت نفسيا، فأصبحت أشخص أي مرض أقرؤه في الإنترنت أنه عندي، أرجو من سيادتكم الرد على استشارتي، وهل هذه الأعراض مرتبطة ببعضها؟ طنين في الأذن اليمنى، وثقل في أطراف الجهة اليمنى، وتنميل ووخز، وثقل الرقبة، وعدم التركيز، وقلق وخوف، ووسواس دائم، وضيق الصدر، وضربات قلب، أحيانا البكاء، فهل حالتي مرضية أم وسواس، أم عين وحسد؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fateh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

الطنين قد يكون عضويا، أي بمعنى وجود مرض بالأذن الداخلية، أو في جهاز التوازن الذي يعرف باسم (لابرنث)، أو يكون ناتجا من قلق نفسي، وهذا شاهدناه كثيرا، والذي يظهر لي أن في حالتك القلق النفسي ربما يكون لعب دورا كبيرا –على الأقل– في زيادة هذا الطنين، وأنت بالفعل لديك أعراض قلق وخوف ووسواس دائم، ولديك أيضا ضيق في الصدر وتسارع في ضربات القلب أحيانا، وكذلك البكاء، هذه كلها أعراض نفسية ولا شك في ذلك، فإذا الطنين غالبا يكون مرتبطا بها.

أرجو أن يكون هذا التفسير مقنعا لك، وأرجو أن تتوقف من التنقل بين الأطباء، لأن هذا في حد ذاته يزيد من القلق والوسوسة، خاصة أن أعراضك لا توجد أدلة علمية قوية تشير على أنها علة عضوية، الدلائل الموجودة واهية جدا، والأرجح هي أنها نفسية.

أنت مطالب بالاستمرار وبجدية في التمارين الرياضية، هذا علاج مهم، طبعا مع تجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، وأن تطبق التمارين الاسترخائية، إسلام ويب لها استشارة رقمها (2136015)، أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تستفيد من هذه الاستشارة، أو يمكنك أن تطلع على أحد البرامج على اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

لا بد أن تبني قناعات جديدة قائمة على التأمل، أنك الحمد لله بخير، وفي صحة جيدة، ولا بد في أذكارك ودعائك أن تستصحب مثل هذه المشاعر، هذا مهم جدا، واجتهد في دراستك، وعش على الأمل والرجاء، هذا يفيدك كثيرا.

أنا سوف أصف لك أدوية بسيطة -أسأل الله تعالى أن تفيدك كثيرا- الدواء الأول يسمى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعل الجرعة خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء. وهناك دواء آخر يسمى (سيرترالين) واسمه التجاري (زولفت)، تتناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة أربعة أيام، ثم تجعلها حبة واحدة يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه أدوية فاعلة وممتازة لعلاج القلق والتوترات والوسوسة والخوف، وإن شاء الله تعالى سوف يختفي هذا الطنين تماما.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات