لدي وسواس قهري وأفعل حركات لها دلالات سيئة، فماذا أفعل؟

0 6

السؤال

أنا اسمي أنس بعمر١٣ سنة، لدي وسواس قهري، ولكن الآن أصبحت أفعل حركات لها دلالات سيئة، وأقول في نفسي: إني أقصدها على المولى عز وجل -أستغفر الله-، لكن كانت تأتيني بغير قصد، ولكن في بعض الأوقات أفعلها بقصد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أريدك أن تتعجل في تشخيص حالتك بنفسك، فالوسواس القهري حالة لها أوصافها، وشروطها من أجل التشخيص.

نعم الأفكار ذات الطابع الديني والمزعجة للإنسان كثيرا ما تكون وسواسية، عموما أنا أنصحك بتحقير هذه الأفكار، ويجب ألا تقصد أبدا أن تدخلها على نفسك، يجب أن تحقرها، يجب أن تتجاهلها، لا تناقشها، لا تحاورها أبدا، اشغل نفسك بدراستك، ووزع وقتك وجهدك بصورة صحيحة، مارس الرياضة، اقرأ، اطلع، صل صلاتك في وقتها، كن بارا بوالديك...هذا يؤدي إلى إزاحة تامة لهذه الأفكار إن كانت فعلا هي وساوس قهرية.

نسبة لعمرك أنا أنصحك أن تتحدث مع والديك أو أحدهما، وتذهب وتقابل طبيبا نفسيا هذا فيه دعم كبير جدا بالنسبة لك، وسوف تتضح الأمور حول هذا الوسواس ودرجته أو هو مجرد قلق وحديث نفس كما يحدث لبعض الناس، وفي مرحلتك العمرية فهذه الحالات تكون عابرة وتنتهي، إن شاء الله تعالى.

يمكنك أيضا الاستعانة بأحد المشايخ الدعاة، أو إمام المسجد القريب منك، فتحكي له ما يجول بخاطرك، وإن شاء الله سيدلك على التصرف الصحيح وهو الاستعاذة بالله تعالى من هذه الوساوس، وتجاهلها فإن الشيطان يوسوس للمؤمن حتى يشككه في دينه، ولو لم يكن المؤمن على الطريق الصحيح لما وسوس له الشيطان، وإن ما يعرض للمرء من وساوس من الأمور التي لا دخل له فيها، غير مؤاخذ عليها، لكن يجب عليه ألا يسترسل معها أو يتمادى فيها، سواء كانت من الوساوس التي تتصل بالإيمان أو كانت من غيرها، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان."
والمقصود من الحديث أن كراهية هذه الوساوس وبغضها والنفور منها -كما تفعل أنت- هو صريح الإيمان، وليس المراد أن وجودها هو صريح الإيمان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات