أعاني من الخوف والقلق النفسي وأريد حلا، أفيدوني!

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنسبة لي تعرفون من رسائلي السابقة ما أعانيه، فأنا كثير التفكير، وأراقب الإيميل دائما، وأشعر بالخوف والتوتر والقلق؛ بسبب نشر سيرتي الشخصية على مواقع عديدة وبلغات عديدة، وأحس أنه سيغمى علي، وأنا كثير التفكير بالأمراض المزمنة، والتي تودي بحياتي، لأني مع ارتفاع الضغط والتوتر أحاول إشغال نفسي، أريد حلا لمشكلتي.

وجزاكم الله خيرأ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي السليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ورسائلك السابقة معروفة لدينا جدا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.

كما ذكرت لك سلفا: أنت لديك ظاهرة وليس مرضا حقيقة، لديك هذا الميل نحو قلق المخاوف، وقلق المخاوف بالفعل يجعل الإنسان يميل للوسوسة، تكثر لديه الأعراض الجسدية التي قد تصل لمرحلة المراء أو التوهم المرضي، وتجد الإنسان كثير الشكاوى، وهذا وضع مزعج وإن لم يكن خطيرا.

علاج هذا الوضع المزعج يتم من خلال ما نسميه بصرف الانتباه، أن تصرف انتباهك من هذه الشكاوى السلبية وتوظف القلق لتجعله قلقا إيجابيا، وهذا يتم من خلال استثمار وقتك بصورة صحيحة، وأن تكون لك أهداف وبرامج في الحياة.

هذه هي الوسيلة العلاجية، وأن تحتم على نفسك ألا تتردد على الأطباء، وأن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية – أيها الفاضل الكريم – تتطلب: النوم الليلي المبكر، والاستيقاظ المبكر، وأداء صلاة الفجر، وإنفاذ بعض المهام في فترة الصباح، البكور فيه خير كثير، والمواد الكيميائية الدماغية الإيجابية تفرز في فترة الصباح، خاصة أنك صغير السن، وهذا وقت يمكن أن تستثمره، الطالب يستثمره لمراجعة دروسه، وفي حالتك هذا مهم لك.

وهذا وقت جميل، مثلا بعد صلاة الفجر وتقوم بالاستحمام وتناول الشاي أو القهوة، وبعد ذلك تدرس لمدة ساعتين، بعدما تكون قد قرأت وردك القرآني وأذكار الصباح، إنجازات عظيمة جدا في فترة الصباح، وهذا يفتح لك آفاق ممتازة لبقية اليوم، من ينجز في الصباح يعزز سلوكه في بقية اليوم، وهذا نسميه بالمردود الإيجابي النفسي المعرفي، وهو أمر محفز جدا.

أرجو أن تنتهج هذا المنهج، وهذا سوف يغير حياتك كثيرا.

الرياضة يجب أن تكون جزءا من حياتك، الرياضة أيضا تنشط من الإفراز الكيميائي الإيجابي في الدماغ، الرياضة الآن تعتبر علاجا وليست رفاهية، ليست فقط من أجل تقوية الأجسام، إنما من أجل تقوية النفوس أيضا، الرياضة بعد أدائها تجعل الإنسان - بإذن الله - ينشرح ويكون متفائلا، والنوم الكثير – الذي لا راحة فيه - يؤدي إلى الاكتئاب. فكن حريصا – أخي الكريم – على ذلك.

التواصل الاجتماعي، صلة الرحم مهمة جدا، بر الوالدين، ألا تتخلف عن أي واجب اجتماعي، إذا دعوك مثلا لعزومة أو لعرس يجب أن تلبي، سمعت بشخص مريض وأنت تعرفه يجب أن تزوره، علمت بجنازة في الحي أو المكان الذي تعيش فيه يجب أن تقوم بواجب العزاء، وإذا كانت هناك فرصة لتشييع جنازة فاحرص على ذلك، وهكذا.

وأن ترفه على نفسك بشيء جميل وطيب، تخرج مع أصدقائك مثلا، تجلس في أي مرفق طيب، تحرص على صلاة الجماعة، وأن تضع لك أهداف، أنت الأهداف أمامك الآن: يجب أن تتخرج بتميز، بعد ذلك تفكر في العمل، في دراسة الماجستير، ثم – إن شاء الله – الدكتوراه، الزواج، حياتك طيبة جدا، فأرجوك أن تصرف انتباهك من خلال هذه الآليات الحياتية الإيجابية، وهذا سوف يساعدك كثيرا.

بالنسبة للدواء: أنا سلفا ذكرت لك أنه يمكن أن تستعمل دواء (سلبرايد/دوجماتيل)، دواء بسيط جدا، ابدأ في تناوله الآن بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

وأريدك الآن أن تدعمه أيضا بعقار (سيرترالين)، والذي يسمى تجاريا باسم (زولفت)، أيضا بجرعة صغيرة، ابدأ بجرعة خمسة وعشرين مليجراما – أي نصف حبة – ليلا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك اجعل الجرعة نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات