حياتي السعيدة تعكرت بسبب خطأ لزوجتي، فكيف أتجاوز ذلك؟

0 21

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوج منذ خمس سنوات، وحياتنا كانت رائعة أنا وزوجتي، ورزقنا بطفلين الأول بعمر ثلاث سنوات ونصف، والثاني بعمر سنة ونصف.

اكتشفت أن زوجتي كانت تتحدث مع رجل غريب لمدة خمسة أشهر، سامحتها لأنني أحبها، ولا أريد أن تتدمر حياة أطفالي، أرجوكم ساعدوني لأتجاوز هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابننا وأخانا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الثقة والطمأنينة، وأن يؤلف بينك وبين زوجتك، وأن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الطمأنينة والسعادة والآمال.

سعدنا بأن حياتكما كانت رائعة، ونريد أن تدوم رائعة بإذن الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يبارك لك في طفلك الأول وفي طفلك الثاني وفي زوجتك، وما حدث من زوجتك خطأ، لكن غفران هذا التواصل والمحادثة مع الرجل الغريب، ومسامحتك على ذلك فيه الخير الكثير، وأنت تشكر لأنك سامحتها، ولأنك تحبها، وفي هذا عون لها على الطاعة، وعون لها على الخير. وأيضا نحيي حرصك على مصلحة الأطفال الصغار، فهم كثيرا ما يكونون ضحايا لمثل هذه المواقف، لأن الطلاق فيه الدمار لهم وفيه الضياع للزوجين، ولا يفرح بالطلاق سوى عدونا الشيطان.

لقد فعلت خيرا بمسامحتك للزوجة، ومن حقك أن تتخذ من الإجراءات ما يجلب لك الطمأنينة، كتغيير رقم هاتفها، ووضع ضوابط وقواعد مع هذه الزوجة، التي نرجو أيضا أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى مما حصل من التقصير.

ونريد أيضا أن تستر عليها، وتستر هذا الموقف في كل الأحوال، لأن انتشار مثل هذه الأشياء يلحق الضرر بالجميع، فنيران الفضيحة لا تستثني أحدا، بل تصل لهؤلاء الصغار الذين يتضررون من هذا في مستقبل أيامهم وحياتهم إذا كانوا على علم بذلك في مستقبل حياتهم، ولذلك الستر مطلوب في كل الأحوال.

وأنت تشكر وقد سامحتها، وينبغي أن تتبع ذلك بالعفو عنها، وطي هذه الصفحات، ومساعدتها على تجاوز ذلك الخلل، واعلم أن عدونا وعدوك الشيطان لن يتركك، سيوسوس لك، لكن كلما ذكرك الشيطان بما حصل اطلب منها أن تجدد توبتها، وأنت أيضا في نفسك تعوذ بالله من الشيطان، فإن ملاحقة هذه المرأة – أو إعادة الشريط للذي حصل – هذا كله من عدونا الشيطان الذي لا يريد لك ولا لها الاستمرار، ولا يريد لكما السعادة والطمأنينة، ولذلك ينبغي أن نخالف عدونا الشيطان.

وإذا وجدت منها استقامة وخيرا فأرجو طي تلك الصفحات إلى الأبد، لأن في ذلك عونا لها على بلوغ العافية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منك هذا العمل، وأن يعينكما على إكمال مشوار الحياة في تفاهم وبالروعة التي بدأتما بها، وأنت من يملك ذلك الخيار، فكن عونا لزوجتك على الخير، ولا ننصح أيضا بتذكيرها أو بتعييرها بما حصل، فإن الإنسان إذا عمل معصية وتاب منها لا يجوز أن نعيره بها أو نذكره بها، لكن إذا تذكر المعصية بنفسه فعليه أن يجدد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، و نسأل الله أن يتوب علينا جميعا، وهذه وصيتنا للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات