كيف أتخلى عن شخص يحبني ولكنني لا أحبه؟

0 26

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة جميلة ومدللة في بيت أهلي، تقدم الكثير لخطبتي.

هناك شخص يحبني منذ سنة تقريبا وأنا أرفضه ولا أريده، وأعلم أنه ليس الشخص المناسب لي، ولكن إصراره جعلني أفتح المجال للتعرف عليه، وهو جاهز للزواج بي.

بدأت أتكلم معه، شخصيته جميلة، قلبه طيب، شاب لطيف، بدأت أشعر أنه يتعلق بي وأنا سعيدة بالكلام معه، قلت له أننا لا نصلح لبعض، ولكنه بقي مصرا، بدأت أخجل أن أرفضه، وبدأت العلاقة بالتطور.

بدأت أقول: شخص جميل من الداخل، ليس هناك داع بأن يكون مثل ما أريد، ولكنني دائما أشعر بالنقص، وأعلم أنني أخطأت، ونادمة جدا لأنني قبلت التعرف عليه.

كل يوم في صلاتي أطلب من الله أن يساعدني ويغفر ذنبي، طلبني من أهلي فرفضوه مع أنهم أحبوه، لكن يأتيني الأفضل.

هو متهور، مستعد أن يفعل المستحيل ليجعل أبي يرضى، قلت له ارجع بعد سنة، فيجب أن أضحي من أجله لنرى هل هو شخص يستحق؟

طلبني شخص يعجبني كثيرا منذ سنين، جيد ذو خلق ودين، أهلي يحبونه، قلت: إنني لست جاهزة للزواج وخائفة أن أتركه ويبليني الله إذا تركته، خائفة جدا، وأخشى أن أجرحه وأؤذيه، بدأت أؤذي نفسي.

أنا لست سعيدة أبدا، ولا أستطيع التخلي عنه، أبوه مريض، قال له الأطباء أنه لن يعيش أكثر من شهرين، وهو في وضع غير جيد، وأنا أتحمل لأنني أضع نفسي مكانه، والخطأ من الأساس مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mimi حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي الضمير الذي يؤنبك على ما حصل من تجاوز، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا ولك ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يجمع بينك وبين الشاب المناسب بالحلال.

لا شك أن التواصل مع الشاب والمجاملة في العلاقة العاطفية من الأمور التي لا تحمد عواقبها؛ لأن ذلك فعلا يترك آثارا على النفس، ولكن أيضا من مصلحة الجميع أن يكون الوضوح سيد الموقف، فهذه المسألة لا تصلح فيها المجاملة، ولا ننصح الارتباط بشاب لم تقتنعي به ولم تحبيه من الداخل حتى ولو كان منه ميل، وأعتقد أن رفض أهلك له يعزز هذه الفرضية، ومن هنا نحن نرى أن المناسب هو الشاب الثاني، ولا ذنب لك في رفض الشاب الأول طالما رفضته الأسرة، ويصعب عليه الصول إليك دون إرضاء أوليائك، ولذلك أرجو أن توقفي العلاقة مع الأول، ولا تجاملي في الجانب، وأغلقي كل أبواب التواصل، فإن ذلك سيوصله إلى اليأس، وذلك فيه مصلحة له ولك.

ولا مانع من أن تقبلي على الخاطب الجديد الذي هو صاحب دين وصاحب خلق وتجدين في نفسك ميلا إليه؛ لأن هذا هو الأنسب، وأيضا يضاف إلى ذلك رضا أهلك به وحبهم له، هذا مما يرجح فرص النجاح في حياتك الزوجية.

ما حصل من التقصير في البدايات يحتاج إلى استغفار، بل يحتاج إلى توبة لله نصوح، ونؤكد أن مصلحتك ومصلحة الشاب الأول في أن تنقطع العلاقة تماما حتى لو اضطررت إلى تغيير الهاتف، وأرجو أن يقدر الله تعالى لوالدينا وللمرضى الخير دائما، وهذه الأمور بيد الله تبارك وتعالى، والإنسان لا بد أن يواجه صعوبات الحياة ويرضى بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره.

أوقفي اللوم على نفسك، ويكفي أن تتوبي وترجعي إلى الله -تبارك وتعالى-، ومعروف أن أي شاب يرفضه أهل الفتاة بعد أن يتقدم الفتاة تكون معذورة؛ لأنه يصعب عليها أن تتجاوز قرار أهلها، خاصة لما تكون في سنك وبنت بكر، وفي هذه الحيثيات رأي أهل الأهل رأي أساسي ومؤثر، ولا ذنب لك في رفض الأهل، ولكن أيضا ليس من الضروري أن تظهري أنك أصلا نافرة منه، وأنك لا تريديه، فهذا هو الذي يجرح المشاعر، ولكن رفض الأهل للأول وقبولهم للثاني ورضاك به، وكونه صاحب دين وصاحب أخلاق؛ يرجح الميل والإكمال مع الخاطب الثاني الذي تقدم لك، وجاء إلى داركم كذلك من الباب، والأهل رضوا وقبلوا به، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير، ولشبابنا دائما يقدر لهم الخير ثم يرضيهم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات