ضعف الشخصية عند الأبناء كيف أعالجه؟

0 15

السؤال

السلام عليكم

عندي ثلاثة أبناء -ولله الحمد والفضل- أكبرهم سنا ولد عمره ٨ سنوات، وبنتان تبلغان من العمر ٥ سنوات والصغيرة عمرها شهرين، ألاحظ على ابني ضعف الشخصية، ويخاف مني ومن أبيه، علما أنني لا أقسو عليه ولا على أخته، ولا أضربهما، ولكن أبوه عصبي جدا، فقد يصرخ عليهما ويكسر ما هو أمامه على أتفه الأسباب.

ألاحظ على ابني أنه عكس أخته، فهي جريئة وتتكلم بحرية، وتظهر غضبها وانفعالاتها ولا تكتم ما تريد، بينما ابني وهو الأكبر سنا كتوم جدا، ولا يتحدث بأموره الخاصة في المدرسة، ولا يخبرني بما يحدث معه أو مع زملائه حتى لو قام أحد بإيذائه.

أخاف أن يكبر ويبقى على هذه الحال، فهل هذا من ضعف الشخصية، وكيف أتصرف معه، وما هو العلاج المناسب ؟

جزاكم الله خير الجزاء، ونفع بكم الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح لنا ولك النية والذرية والأحوال، وأن يحقق لنا ولكم بأطفالنا السعادة والآمال.

لا شك أن الملاحظة في مكانها، وما يحدث من ضعف عند هذا الطفل يحتاج إلى وقفات، وشدة الوالد ورفع الصوت له علاقة وثيقة جدا بما يحصل، ولذلك أرجو أن ينتبه لهذا الأمر، كما أرجو أن تكون الخطة للتوجيه بينك وبين زوجك موحدة، واحرصوا على إعطاء هذا الطفل ثقة، وحاولوا وكلفوا ببعض المهام، واسمحوا له أن يتكلم وأن يعبر عما في نفسه، واحرصوا دائما على تشجيعه على الكلام، والسماع منه، ولن يتكلم بما يضايقه إلا إذا وجد الأمان، والأمان من ناحيتين (لا صراخ، ولا ضرب، ولا تعيب، أو انتقاص منه)، بعض الأطفال لا يخبر أهله بما حصل له من الأذى لأنه يخشى أن يقال له (أنت لست رجلا، أنت ضعيف، أنت كذا).

ولذلك أرجو أن نفهم هذا الجانب ونركز عليه، متى يتكلم الطفل؟ عندما يجد أريحية، وأرجو أن تركزوا على زمن مسافة عودته من المدرسة، هذا الوقت شجعوه على أن يتكلم، ومهما يتكلم ما ينبغي أن نقاطعه، ولا ينبغي أن نلومه، ولا ينبغي أن نعاتبه، لكن نظهر الاهتمام بكلامه، (ما شاء الله)، (ثم ماذا)، (ثم كذا)، حتى نفتح شهيته للكلام.

لو حصل وتكلم بأمور يظهر فيها الضعف فينبغي أن نعالجه في اليوم الذي يليه، أو في الفترة المسائية، كأن نقول: (المسلم لا يعتدي على الآخرين، لكن لا يقبل الاعتداء)، (المسلم لا يأخذ حقوق الآخرين لكن لا يفرط في حقه)، يعني: نعطيه هذه الرسائل دون أن نربطها بما سمعنا من كلامه.

كذلك أيضا ينبغي أن يكون هناك ذكر لقصص الشجاعة والثبات، وحبذا لو كانت هذه القصص قبل النوم.

أيضا ينبغي أن يظهر بينك وبين والده الوفاق، الخصام بين الزوجين مما يضعف شخصية الأبناء.

هي إذا عددا من العوامل، وكون هذا الطفل كتوم ولا يتحدث بأموره الخاصة هذا أمر يحتاج إلى علاج، ويحتاج إلى أن نحسن الاستماع بل نحسن الإصغاء له إذا تكلم، ونتجنب زجره، قد يكون مجرد رفع صوت مؤذي له، ويفضل أيضا عندما تعود الأمور إلى نصابها وصوابها أن تسجلوا له زيارات في المدرسة، تعرفوا البيئة التي يعيش فيها، ونمط المعلمات أو المعلمين الذين يدرس عليهم، هل فيهم من يرفع الصوت؟ هل منهم من يزجره، هل فيهم كذا؟ هذا أيضا من العوامل التي يكون لها أثر بما يحدث.

ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق، علما بأن ثمرة سبع سنوات هي سنوات المغامرة والانطلاق والقفز، فأرجو أيضا أن يجد أيضا المساحة، ونعرف خصائص المراحل العمرية، وسوف نسعد بتواصلكم حتى نتابع معكم، ونرسل لكم بعض المواد المفيدة في مثل هذه الأحوال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأرجو أن يكون التعاون بينك وبين والده كبير، لأن هذا أساس في مسألة العلاج، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات