أعاني من التفكير الكثير والخوف من الآخرين، فما العمل؟

0 10

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 19 سنة، أعاني من التفكير المفرط وغير المنطقي، أفكر في أشياء عادية فعلتها مر عليها وقت، أخاف أن أكشف بها، إضافة لذلك أخاف أن يحدث لي مكروه، عندما أقرأ شيئا متعلقا بالأمراض، وأيضا أخاف من الآخرين كثيرا، وأخاف أن أعبر عن رأيي، أو أدافع عن حقي خشية أنهم سيفعلون شيئا مضرا.

عرفت من الناس أن هذا انعدام الثقة بالنفس، لكن أنا أظن أنه مرض، لأنه عبارة عن أفكار تلقائية تصيبني بالقلق والخوف أن يكرهني الناس، علاقتي بالآخرين هي علاقة عادية جدا، وهذه الحالة لا تؤثر علي، لكني أريد أن أتخلص من هذا التفكير والخوف، وأكون واثقا من نفسي، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية. أنت لك استشارة سابقة بنفس المعنى، لم يتم الإجابة عنها.

أنا تدارست استشارتك هذه وأقول لك أن حالتك بسيطة جدا، ليس لديك أي مشكلة في الشخصية، إن شاء الله شخصيتك شخصية ممتازة وشخصية متوازنة، ومحترمة.

الذي لديك هو نوع من القلق النفسي مصحوب بشيء من المخاوف والوسوسة، وهذا الذي يؤدي إلى كثرة التفكير وتداخله والشعور بالخوف، والتوتر الداخلي، وربما يكون هنالك اهتزاز في ثقتك في مقدراتك.

هذه حالات عابرة، تكثر كثيرا في مثل عمرك، وإن شاء الله تعالى تلقائيا تنتهي، قلق المخاوف الوسواسي يكثر جدا بين الشباب الآن، لأن المجتمعات تعيش أزمات كثيرة، أزمات الهوية، الانتماء، المستقبل، التعليم، فرص العمل، هذا كله أدى إلى نوع من عدم الاستقرار النفسي نتج عنه هذه الظواهر.

فإذا حالتك ليست حالة مرضية، اطمئن تماما، هذا هو الشيء الأول.

ثانيا: ممارسة الرياضة تعتبر شيئا ضروريا جدا للتخلص من مثل هذه الظواهر، ظواهر التفكير المتداخل، وغير المجدي، المصحوب بالخوف والوسوسة، الرياضة تعالجه كثيرا.

وكذلك توجد تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدا إذا طبقتها بصورة صحيحة، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن تتطلع عليها وأن تطبق ما ورد فيها بإتقان لتستفيد منها، كما أن الإنترنت واليوتيوب توجد به برامج كثرة توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

أيها الفاضل الكريم: احرص على توزيع وقتك بصورة جيدة، واحرص على النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، استيقظ مبكرا، صل الفجر في وقته، جهز نفسك، ثم ابدأ وادرس لمدة ساعة إلى ساعتين قبل ذهابك إلى المدرسة، هذا وقت يحصل فيه التركيز، وتستطيع حقيقة أن تنجز فيه الكثير مما يتعلق بأكاديمياتك.

لا تخف أبدا، احرص على الأذكار – أذكار الصباح والمساء – تبعث طمأنينة كبيرة جدا أو عظيمة جدا في الإنسان. رفه على نفسك بما هو طيب وجميل، كن بارا بوالديك، تواصل مع أصدقائك، هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة جدا، ونسميها بالعلاجات السلوكية الاجتماعية، وهي ذات فائدة كبيرة جدا.

اجعل نمط حياتك على هذه الشاكلة، وإن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي – أو حتى طبيب عام – ليصف لك دواء بسيطا يسمى (استالوبرام/سبرالكس)، وأنت لا تحتاج له لفترة طويلة، فترة ثلاثة أشهر فقط سوف تكون كافية.

تبدأ السبرالكس بجرعة خمسة مليجرامات – أي نصف حبة – يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرامات (حبة واحدة) يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناوله، دواء رائع، وهذه جرعة صغيرة، سوف يفيدك كثيرا في القلق والتوترات والوسوسة.

والتطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك تعتبر هي خط العلاج الأول، فأرجو أن تحرص عليها، وأرجو أن تطمئن.

بارك الله فيك، ووفقك الله، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات