الزواج من شاب ينتمي لعائلة مرفوضة من المجتمع!

0 11

السؤال

السلام عليكم.

هناك شاب سيأتي لخطبتي بعد سنتين، وقد توقفت عن الحديث معه، وأعلم أنه صادق وأنه سوف يأتي، وليس هذا الموضوع، الموضوع أن اسم عائلة الشاب مكروهة في البلد، والجميع ينبذها، لكن الشاب خلوق، وأنا متأكدة من ذلك، لكن أهلي يرفضون العائلة قطعيا، وأنا أحيانا تتزعزع نفسي تجاه العائلة، وأفكر كثيرا، على الرغم من أنني أدعو كثيرا، فأنا أحب الشاب، لكني أكره عائلته بسبب كره المجتمع لها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ayaaaya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.

قد أحسنت – أيتها البنت الكريمة – حين توقفت عن الحديث مع هذا الشاب، هذا أمر متعين عليك، سواء كان صادقا فيما وعد به من أنه يريد خطبتك بعد المدة التي ذكر لك أو غير صادق، فحديث الشابة مع شاب أجنبي عنها لغير حاجة وبأمور مثل هذه قد يكون بابا يدخل منه الشيطان ويجرك إلى ما لا تحمد عاقبته، ولهذا جاءت الشريعة بسد الذرائع وقطع الوسائل التي قد تقود إلى شيء محرم، ومن ذلك تعليمات الشريعة في ضبط العلاقة بين الشاب والشابة، وألا تتحدث الشابة إلى رجل أجنبي إلا بضوابط شرعية، أن تتحدث إليه لحاجة، وألا يكون في الكلام خضوع ولين، وينبغي مع هذا أن نزيد ألا يكون على انفراد فيما بينهما، بل بحضور محارمها، وكل هذا احتياط للبنت وحماية لها من أن تنخدع بأساليب الماكرين من الذئاب البشرية، فالبنت غالبا ما تكون ذات نية حسنة وفطرة سليمة فتكون غافلة ساذجة عن أساليب العابثين ولا تدرك خطواتهم وأعمالهم التي يوهمون من خلالها اصطياد البنات الطيبات الغافلات.

ولهذا ما فعلته من التوقف عن الحديث مع هذا الشاب هو أول الخطوات العملية الصحيحة، والتي نحن نؤكد عليها ونقول بأنك أحسنت فيها، ويجب عليك الاستمرار فيها.

أما ثانيا: فنصيحتنا لك ألا تظلي متعلقة بهذا الشاب، وألا تعلقي قلبك به، وقطع التعلق في هذه المرحلة أيسر وأسهل مما لو أوغلت في هذا الطريق، فكما قال الشاعر:
الحب أول ما يكون لجاجة ... يأتي به وتسوقه الأقدار
حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى ... جاءت أمور لا تطاق كبار.

فأنت في أول الطريق، وينبغي لك أن تكوني عاقلة حازمة في إراحة نفسك، والحفاظ على قلبك، وأن تبعدي نفسك عن كدر هذه الحياة وعما لا تتوقعينه من الأقدار السيئة، فربما لا توفقين في الزواج بهذا الشاب، ربما تقف أمامه عراقيل كثيرة، ربما تكون نيته غير صادقة، ربما وربما، فالاحتمالات كثيرة، فصرفك الآن لقلبك ونفسك عن التعلق به أيسر وأسهل.

ومما يعينك على صرف التعلق بهذا الشاب: أن تتذكري الأسباب التي يمكن أن تيئسك من الزواج به، كرفض أهلك الرفض القاطع لهذه الأسرة التي ذكرت، وقد يكون ذلك من حقهم إذا وجدوا أن في مصاهرتهم له إزراء بأنفسهم وبسمعتهم ومكانتهم، فلهم الحق من أن يمنعوك من التزوج ممن ليس كفئا لهم.

ومن الأسباب التي تيئسك من ذلك: احتمال أن يكون هذا الشخص كاذبا، ويريد مجرد المخادعة، وهذا الاحتمال ليس بعيدا، وغير ذلك من الأسباب التي تزرع في قلبك اليأس من الوصول إلى هذه الأمنية التي يدعوك الشيطان إلى التعلق بها.

ومن الأسباب أيضا: الاشتغال بغير هذا التعلق، والإقبال على أمورك الخاصة وترتيب حياتك واستعداداتك العلمية ونحو ذلك مما تتطلبه حياتك. ونصيحتنا لك أن تأخذي بالأسباب للتزوج المبكر، إن استطعت، وذلك بالتعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فهن خير من يعينك على الوصول إلى الشخص المناسب والرجل المناسب.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات