أهل خطيبتي سيئو الخُلُق فهل أفسخ خطوبتي؟

0 17

السؤال

السلام عليكم

أهل خطيبتي سيئو الخلق، ودائما يسبونها بألفاظ يستحيي لساني عن نطقها، وهذا ما تبين لي بعد الخطبة، ودائما يسعون لفسخ الخطبة على أي سبب، فهل هذا سبب كاف لفسخ الخطوبة خوفا من تعامل أبنائي مستقبلا مع أهلها؟ وخوفا من حدوث مشكلة مستقبلا مع الفتاة؟ فلن يكون من الصواب مفاتحة والدها، لأنه غير حكيم أبدا ويسعى لخراب البيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ونسأل الله أن يهدي أهل المخطوبة لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يجمع بينك وبين مخطوبتك في الحلال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

لا شك أن هذه الأخلاق السيئة تؤلم، ولها آثار في المستقبل وفي الحاضر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، ولكن أنت لم تذكر لنا حال المخطوبة؛ لأنها إذا كانت دينة ورافضة ومنكرة لهذا الذي يحدث، فما نريد أن تحاسبها على الخطأ الذي يقع فيه الأهل، ورغم أن الخطأ صعب، وليس في مكانه، لكنك قد تكون سببا لإنقاذها إذا كانت ترفض ما يحصل من المنكر، وما يحصل من السب، وما يحصل من سوء الأخلاق.

الأمر لك، فأنت أقدر الناس على تقييم الوضع، وندعوك إلى أن تجمع إيجابيات هذه المخطوبة وما عندها من سلبيات، تجمع إيجابيات إكمال المشوار والسلبيات التي يمكن أن تحدث، ثم توازن، فإن التصور الكامل للوضع لا يتأكد ولا يتحقق إلا بعد أن نعرف الأخلاق التي عليها المخطوبة، ورأيها في هذا الذي يحدث في بيتها، كذلك أيضا الفرص المتاحة بالنسبة لك، هل هي مثلا الأنسب لقربها؟ أو هناك علاقة؟ أو لكونها من الجيران؟ .. يعني: لابد أن تنظر للأمر، والقرار الصحيح يحتاج إلى نظرة شاملة وتأمل للعواقب والمآلات والنظر في الخيارات المتاحة بين يديك.

نحن حقيقة لا نفضل الاستعجال بفسخ الخطوبة، خاصة إذا علمنا أن الوالد ربما لا يريد لشيء معين، وإذا كان يريد أن يخرب البيت، فلا تساعده على تخريب البيت إذا كانت الفتاة صالحة، ويمكن أن تؤسس معها حياة صحيحة، وهذا يدعوك إلى مزيد من الاستفسار والسؤال، وإدخال محارمك – الوالدة أو الأخت أو العمة أو الخالة – حتى يتقربوا من الفتاة ويعرفوا ما يحدث معها ورأيها في الذي يحدث، حتى يكون قرارك صائبا وبطريقة صحيحة.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، وأكرر: نحن لا نفضل كسر خاطر الفتاة إذا كانت دينة وصالحة ومناسبة، ووجدت في نفسك ميلا لها، واعلم أن الإنسان يصعب عليه أن يجد امرأة لا عيب فيها ولا في أهلها، كما يصعب عليها أن تجد شابا لا عيب فيه ولا في أهله، فكلنا بشر، والنقص يطاردنا.

نؤكد أن المخاوف ربما في مكانها، ولكن ينبغي أن توضع إلى جوارها الإيجابيات والفرص – فرص الإصلاح – حتى يكون الحكم واضحا وصحيحا وصوابا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات