طفلي يحدثنا بأن الشيطان يقول له أن يذبح أقارب له.. فكيف نوجهه؟

0 9

السؤال

السلام عليكم.

أبي وأمي توفاهم الله منذ أسبوعين ومن بعد هذا الحدث أصبح ابني الصغير (7سنوات) يحدثنا بأن الشيطان يقول له: اقتل أباك أو أمك أو أختك بسكين، ويزداد الموضوع ليلا! فماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دكتور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالديك.
هذا الطفل لابد أن يكون قد تأثر بكلام سمعه من أحد، الطفل له خيال، هذا أمر لا شك فيه، لكن لا يمكن للطفل أن يتحدث بهذا الوضوح عن الشيطان وأن الشيطان يقول له: (اقتل أباك وأمك وأختك بالسكين)، هذا أعتقد كلام لابد أن يكون سمع الطفل كثيرا عن الشيطان وعن خبثه، أنا لا أقول إن أحدا قال له: (اقتل أباك وأمك أو أختك)، لا، ليست بهذه الكيفية، لكن مفهوم الشيطان وشره أعتقد أنه قد تجسد لدى الطفل بصورة مزعجة، وأصبح بعد ذلك يدخل في هذه التأويلات وهذا النوع من التفكير الوسواسي.

أنا أعتقد أنه بالتجاهل وألا يثار هذا الموضوع أمام الطفل، وأن نغير المواضيع دائما معه، حين يتكلم حول هذا الموضوع نطمئنه أنكم الحمد لله بخير، وتصرفوا انتباهه لشيء آخر تماما، دعوه يلعب في شيء، لاعبوه، اصرفوا انتباهه، دعوه يركز على أمور أخرى، وتكلموا معه، احكوا له قصصا جميلة رائعة مفرحة للطفل، دعوه يسمع بعض الأناشيد، رددوها معه، آيات من القرآن، السور القصيرة مثلا، لاعبه – يا أخي – انزل لمستواه كأنك أنت أيضا في عمر السبع سنوات، ... وهكذا.

أيضا طبقوا معه طريقة النجوم، وهي طريقة المكافآت الإيجابية، والمحاسبة على السلبية، إذا تصرف الطفل أي تصرف حميد ثبتوا لوحة فوق سريره على الحائط، ومثلا يعطى نجمتين حين يتصرف أي تصرف جميل، مثلا إذا قام بنظافة أسنانه، أو غير ملابسه، يعطى مثلا نجمتين، وهكذا.

يجب أن يعزز كل سلوك إيجابي من خلال إعطائه النجوم، وكل سلوك سلبي: مثلا إذا تحدث عن الشيطان يتفق معه أنه سوف يسحب منك عدد معين من النجوم، وفي نهاية الأسبوع يستبدل ما اكتسبه من نجوم بهدية بسيطة له من الأشياء التي يحبها، هذه الطريقة طريقة جميلة وجميلة جدا جدا، ومفيدة جدا جدا، تعزز الفكر الإيجابي والسلوك الإيجابي للطفل، وتقلص تماما التصرفات والسلوكيات والأفكار السلبية.

أخي: هذا الطفل يجب أن نعطيه فرصة أيضا أن يلعب مع أقرانه ومع من هم في سنه، هذا مهم جدا، الطفل يعلم من خلال اللعب أشياء كثيرة، ويستمتع كثيرا، ونصرف انتباهه تماما عن السلبيات.

أنا أعتقد أن هذا هو الذي أنصح به – أخي الكريم – وحاول أن تسير على هذا المنهج، وأيضا أرجو أن تدعو لطفلك، وإذا قرأ عليه أحد المشايخ أو أنت أيضا يمكن أن تقرأ عليه، دون أن تشعره أن هنالك شيطانا متجسدا فيه، هذا مهم جدا، حتى القراءة حين نقرأها على أطفالنا يجب ألا نشعرهم أننا نقرأ خوفا من العين أو السحر أو الشيطان أو الجن أو المس أو شيء من هذا القبيل، لا، نقول للطفل: (ما شاء الله هذه آيات الله، هي طيبة وجميلة، وتريح الإنسان ...)، الأمر لا يتعدى ذلك أخي الكريم.

أحسب أن الطفل -إن شاء الله تعالى- سيرجع لوضعه الطبيعي، ولا قدر الله إن لم يحدث ذلك فأنا أنصحك أن تعرضه على أحد الأطباء النفسيين المختصين في الطب النفسي للأطفال.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات