أشكو من النسيان والسهو في صلاتي وأمور أخرى.

0 13

السؤال

السلام عليكم..

إخوتي وأحبائي أود استشارتكم في موضوع السهو الكثير في الصلاة.

فانا لا أستطيع التركيز أبدا رغم محاولاتي في ذلك، فتراني أحاول أن أركز، وبعد ثانية عقلي يذهب في شرود، ولا أعرف حلا لمشكلتي؟

إلى جانب ذلك أعاني نسيانا غريبا منذ قرابة أربع سنوات، لم أكن أعانيه من قبل، ففي المنزل مثلا قد تقول لي أمي شيئا أو أمرا ثم تراني نسيته في مدة وجيزة ولا أنفذه، أما في الدراسة فقد كنت سريعة الحفظ نوعا ما، أما حاليا فذاكرتي في الحفظ ضعيفة ومستواي الدراسي انخفض، فهل هذا طبيعي؟

ثم إني أشرب دواء لا أعرف اسمه التسويقي في بلدكم، لكن ربما سبراليكس أو هو دواء كسبراليكس لكنه مخفف عنه لست متأكدة تماما منذ قرابة ثلاث سنوات قبل هذه السنوات، كما أعاني من نوم شديد تتغير شدته كل فترة، أشك أنني أعاني مرض ثنائي القطب؛ لأنه أحيانا تكون ردات فعلي عنيفة لأسباب تافهة، وأحزن لمدة كبيرة إذا نهرني أحدا ما وإن كانت أمي، أحب النوم نهارا ولا أحب ذلك ليلا.

أيضا أعاني من القولون العصبي والنحافة، فهل لهذا علاقة بما قلته في الاستشارة السابقة رقم 2437334 طولي تقريبا 1.63 متر و وزني 42 kg تقريبا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أنت لديك استشارات سابقة عديدة في مواضيع مختلفة، معظمها تتعلق بالصحة النفسية.

أنا أعتقد أنه سيكون من الأفضل لك أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا ليقوم بتقييم حالتك بصورة دقيقة وصحيحة للتأكد من التشخيص.

ما دامت تأتيك شكوك أن لديك اضطرابا وجدانيا ثنائي القطبية: هذا الأمر ينبغي أن يحسم من خلال مقابلة الطبيب، ونحن هنا لا يمكن أن نقول لك أنك مصابة أو غير مصابة بهذه المتلازمة؛ لأنها تشخيص رئيسي، ونحبذ دائما أن يتم الفحص المباشر.

أنا لا أرى مؤشرات حقيقية على الإصابة بثنائية القطب، لكن كما ذكرت لك يصعب علي جدا أن أنفي هذا الأمر دون أن يوقع عليك الكشف الطبي النفسي المفصل والمهني.

الأعراض التي تحدثت عنها في استشارتك هي أعراض تكاسل وتراخي وقلق، وأعتقد أنه يجب أن تقومي أيضا بفحص طبي عام: أن تتأكدي من مستوى الدم لديك، ومستوى وظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، لأن أي خلل في هذه المكونات قد يضعف التركيز ويقلل من الدافعية عند الإنسان.

فإذا تأكدك من صحتك الجسدية أمر ضروري، والفحوصات التي ذكرتها لك هي فحوصات روتينية وبسيطة جدا، ومتاحة في جميع البلدان.

والأمر الآخر هو: أن تذهبي وتقابلي أخصائي الطب النفسي لتأكيد التشخيص.

وبالنسبة لموضوع السهو في الصلاة: تحدث العلماء عن هذا الموضوع، وأعتقد أن الشيء المهم جدا هو أن يرتقي الإنسان بصلاته، أن يدرك عظمة الصلاة، وأن يدرك أهمية الصلاة، وأن يدرك الإنسان أنه واقف أمام رب العرش العظيم، أو كما ذكر حاتم الأصم، قال: "حين أسبغ وضوئي وأحضر إلى مصلاي وأكبر تكبيرة الإحرام أتصور أن عرش ربي أمامي، وملك الموت خلفي، والجنة عن يميني والنار عن يساري"، هذه إحاطة ممتازة جدا، تجعل الإنسان في حالة انتباه ويقظة. والصلاة حقيقة إذا استشعر الإنسان عظمتها ولذتها يستطيع أن يكون خاشعا ومركزا فيها. وحين نقدم على الصلاة يجب أن نقدم بأن هذه الصلاة لها خاصية، ليست كبقية أنشطتنا الحياتية، فما الذي يجعلني لا أركز لفترة عشر دقائق أو ربع ساعة؟

إذا استشعار الأهمية، وأن تكون الصلاة هي الأسبقية قطعا يحسن تركيز الإنسان وانتباهه وخشوعه، والتدبر والتأمل في القرآن الكريم حتى في أثناء الصلاة يحسن التركيز. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أنا أعتقد أنك مطالبة جدا بأن تتجنبي النوم النهاري، هذا نوم غير صحي، نوم تكاسلي، يخل بالساعة البيولوجية، وأضراره كثيرة.

أقدمي على الحياة، كوني متفائلة.

والعلاج الدوائي لا يعتبر شرطا أساسيا في حالتك من وجهة نظري، إلا إذا أثبت أنه لديك شيئا من ثنائية القطب، والتي لا شك فيها كثيرا، المهم هو تحسين الدافعية، وتنظيم نمط الحياة، وكما ذكرت لك النوم الصحيح هو النوم الليلي، ممارسة الرياضة مهمة جدا، التواصل الاجتماعي مهم جدا، حسن إدارة الوقت، التغذية الصحيحة، وبر الوالدين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات