ابن جارنا يؤذي ويهدد الناس لأتفه الأسباب.. كيف نعالجه؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على الجهد الذي تبذلونه، وأرجو من الله أن يكون في موازينكم يوم القيامة.

سؤالي: يتعلق بجار لي فوق الستين، وله ولد وبنت، الولد عمره حوالي أربعة وعشرين عاما، وكان طالبا في الجامعة إلى أن حدثت له أمور نفسية حولته إلى إنسان آخر، يثور بسبب أشياء تافهة ووصل الأمر الآن – وقد مر على ذلك سنوات – إلى أنه أحيانا يهددهم بالسكين، ويرفض العلاج تماما سواء عن طريق طبيب، أو عن طريق أحد الشيوخ.

علما بأن والده لم يكن يقيم معهم لسنوات طويلة، فكان يعمل في دولة أخرى، وعاد بعد أن بلغ سن الستين، وأحيل للمعاش فوجد ابنه على الصورة التي قدمتها.

فهل من حل بارك الله فيكم ونفع بكم؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمام بأمر هذا الجار، وأنت مأجور على ذلك.

التهيج والعصبية في مثل عمر هذا الشاب قد تكون لها أسباب، إما أنه مصاب بمرض نفسي، أو بمرض ذهاني عقلي، أو أنه لديه اضطرابات في الشخصية، أو أنه متعاط للمخدرات.

أخي الكريم: كلامي هذا تأخذه في نطاق العموميات، أنا لا أستطيع قطعا أن أحدد علة هذا الشاب دون فحصه، لكن غالبا هذه هي المساقات، وهذه هي الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى حالات التهيج والعنف والتهديد، ولا شك أن التهديد خطير، خاصة إذا كان هذا الشاب من طبعه أيضا الشراسة والعنف؛ لأن الشخصية تلعب دورا أساسيا.

أنا أعتقد أنه لابد أن يتخذ قرارا بأن يقدم هذا الشاب إلى مرافق العلاج، أنا أعتقد - جزاك الله خيرا - أنه ينبغي أن تتحدث مع والده وتحاول أنت مع والد هذا الشاب التحدث مع هذا الشاب بلطف، وإقناعه بأنه يحتاج لشيء من التقييم الطبي، ليس من الضروري أن نقول له أنك مريض أو شيء من هذا القبيل، نقول له: من الواضح أنك مجهد نفسيا ومجهد جسديا، ونرى أن نذهب معك إلى الطبيب، هذه وسيلة.

الوسيلة الأخرى: أن نبحث عن أي شخص يكون له تأثير فعلي عليه، إذا كان لديه صديق قديم، إذا كان لديه أحد يعرفه، هذا نسميه بالشخص المفتاحي، الشخص الذي يمثل المفتاح والباب الذي يمكن أن ندخل من خلاله، فإذا وجد هذا الشخص يمكن أن يتفق معه أن يتحدث مع هذا الأخ - وبالتدريج - حول الذهاب إلى الطبيب.

هذه أيضا وسيلة، وإذا فشلت كل هذه الوسائل أنا أعتقد أن الإجراءات القانونية يجب أن تطبق، في كثير من البلدان توجد قوانين للصحة النفسية والعقلية من خلالها يتم استدعاء الشرطة وأخذه إلى التقييم النفسي ومن ثم إلى العلاج إن كان هنالك مرض معين أو حالة معينة يجب أن يتعالج منها.

هذه هي الأسس المتبعة - أخي الكريم - وفي نهاية الأمر جزاك الله خيرا لاهتمامك بهذا الموضوع، وأرجو أن تكمل مسيرتك، ولا تترك هذا الشاب بهذه الكيفية؛ لأنه بالفعل قد يسبب خطورة على الآخرين، وربما على نفسه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات