يضطرب حال جسمي وقلبي عند فعل معصية، فما سبب ذلك؟

0 16

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من شيء ما في قلبي، فمثلا كلما فعلت معصية أو ذنبا يسخن قلبي، وضرباته تصبح ضعيفة، ولو تبت عن فعل الذنب أو المعصية تنخفض درجة حرارته، وضربات قلبي تقوى، وإذا كانت معصية كبيرة يبدأ نفس الأمر بالحصول، ولكن يبدأ جسمي يتعرق بطريقة غريبة كأنه يبكي من فعلي لهذا الأمر.

وهذا الأمر بدأ معي على ما أعتقد عندما بدأت أتوب وأتدين، وقد سألت بعض الشيوخ وأستاذي، ولكن كان رد كل شخص مختلفا عن الآخر.

فهل هذه حالة صحية أم قوة إيمان؟ أم ماذا؟ وما علاقة قلبي بما أفعله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م. أ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الحمد لله تعالى من الواضح أنك إنسان ذو ضمير حي ويقظة إيمانية إن شاء الله تعالى، وواضح أنك خلوق، وأن شفرة الفضيلة لديك عالية جدا، لذا أنت تتأثر كثيرا حين تقترف الذنوب، حتى وإن كانت من اللمم، وهذه رحمة عظيمة؛ لأن نفسك اللوامة نفس قوية ونفس مهيمنة عليك، وهذا قطعا يساعدك إن شاء الله تعالى في عدم اقتراف الذنوب، هذا يجعل نفسك الأمارة بالسوء ضعيفة، وحين تضعف النفس الأمارة بالسوء وتتقوى النفس اللوامة تقوى جدا النفس المطمئنة، ينتقل الإنسان لمرحلة الاطمئنان.

أنت – أيها الابن الكريم – هذه الأعراض الجسدية وهذه المخاوف وتسارع ضربات القلب أو أنها ضعيفة: هذه كلها أعراض نفسية فسيولوجية ناتجة من التوتر الداخلي.

فأنا أقول لك: اطمئن، طبعا في الأصل الإنسان يجب ألا يقترف الذنوب، اجعل أعمالك صالحة، حافظ على صلواتك في وقتها، ينبغي للإنسان أن ينظر في صلاته، لأن الله تعالى يقول: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}. إذا حافظ على الصلاة في وقتها، وانتظم عليها، لأن الله تعالى يقول: {إلا المصلين} من هم؟ قال: {الذين هم على صلاتهم دائمون}، ومن صفات المصلين أنهم يحافظون عليها: {والذين هم على صلاتهم يحافظون}، وبشروا بقوله: {أولئك في جنات مكرمون}، فاحرص على الصلاة وانتظم عليها، وسوف تجد قلبك ونفسك في سعادة وطمأنينة وتحيا حياة طيبة.

وحاول وأنت في هذا السن أن تحفظ شيئا من القرآن، ويا حبذا لو كان كله. كن بارا بوالديك، ابني صداقات وعلاقات مع الصالحين من الشباب في عمرك، اجتهد في الدراسة، لابد أن يكون لديك مخططا واضحا جدا عن إنجازاتك الدراسية، وما هو التخصص الذي تريد أن تمشي فيه، عش على الأمل وعلى الطموح وعلى التفاؤل وعلى الرجاء، هذا يفيدك كثيرا أيها الابن الكريم.

وأي نوع من الرياضة إن مارستها أيضا هذا فيه خير، كما أن تمارين الاسترخاء؛ هنالك تمارين التنفس (الشهيق والزفير) حين يمارسهما الإنسان ببطء وقوة وشدة يحصر الهواء في داخل الصدر، ومن ثم ينتقل الإنسان لتمرين قبض العضلات وشدها ثم إرخائها وإطلاقها، هذا سوف يفيد كثيرا جدا.

إذا الجأ إلى بعض برامج اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، أو يمكنك أيضا أن تطلع على استشارة بإسلام ويب رقمها (2136015) وتطلع على كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وتتبع الإرشاد المطلوب، وتحرص عليها صباحا ومساء.

أنا أعتقد أن هذا هو كل ما تحتاجه، وقطعا أنت لست مريضا، وهذه مجرد ظاهرة، حاول أن تكون مسترخيا، حاول أن تسعد نفسك بعمل الصالحات، واجتنب الموبقات، وحافظ على الصلوات، واجتهد في دراستك، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات