كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟

0 18

السؤال

السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه.

أنا في بداية العشرينات من عمري، قرأت عن بعض استشارات الرهاب الاجتماعي الموجودة على الموقع، وبدأت في تطبيقه على أرض الواقع، مثل: التحدث مع الناس، وحضور الاجتماع، والتكلم وسط التجمعات، وإبداء الرأي وغيره.

ولكن معاملتي مع الناس أحيانا تكون فيها شدة أو عنف، فتظهر علي أعراض مثل في التعلثم في الكلام وسرعة ضربات القلب والشعور بالرعشة في اليدين والجسم، وضعف الجسد، وعدم التركيز فيما أقوله، وكأني سأفقد الوعي، علما أن هذه الأعراض كانت تظهر علي عندما كنت في المرحلة الابتدائية في سن العاشرة، وعندما كان والدي يتعرض لشجار وحتى الآن!

أحتاج مساعدة من حضراتكم، فكيف أتخلص من هذه الأعراض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وقطعا نحن سعداء جدا أن نسمع أنك قد لجأت للتطبيقات السلوكية والاجتماعية لعلاج الرهاب والخوف الاجتماعي.

تحسنت حالتك بدرجة كبيرة، وأرجو أن يكون هذا التحسن دافعا لك من أجل المزيد من التحسن، فأنت قد أنجزت، وعليك بمواصلة هذه البرامج (برامج المواجهات)، ومن الأنشطة المهمة جدا التي يجب أن تمارسها هي الصلاة مع الجماعة في المسجد، الصلاة مع الجماعة تزيل الرهبة، وتطبع النفس على الهدوء، لأنك ذكرت الآن أنك تتعامل مع الناس في بعض الأحيان بشدة وعنف، وهذا يؤدي إلى استثارة الجهاز العصبي اللاإرادي لديك – أو ما يعرف بجهاز السمبثاوي – وهذا الجهاز حين يستثار تفرز مواد كيميائية، يأتي على رأسها مادة الأدرينالين، وهذه هي التي تؤدي إلى تسارع ضربات القلب والرعشة والتلعثم.

وخفة الرأس التي ظهرت لديك في شكل ضعف في التركيز، تجعلك مشتت التركيز، وهذا يعطيك الشعور بأنك قد فقدت الوعي، وأيضا قد تحس – كما تفضلت – أن جسدك لا يحملك، أو أن هنالك ضعفا ووهنا في جسدك.

نعم – أخي الكريم – هذه عملية فسيولوجية بحتة جدا، والجسم عند المواجهات له هذه الآلية الميكانيكية التلقائية؛ بأن تفرز مادة الأدرينالين هذه وتعطي الجسم في بداية الأمر القوة والحماسة ليواجه، الإنسان إذا واجه الأسد إما يقاتله وإما أن يهرب منه، وهذا يتم من خلال إفراز هذه المواد، لكن حين يزداد هذا الإفراز تظهر الأعراض التي ذكرتها لك.

لا أود أن أدخلك في تعقيدات علمية، لكن بكل بساطة الأمر معروف، وهو نفسي فيسولوجي.

أيها الفاضل الكريم: هذا أولا تتخلص منه من خلال ألا تغضب، تجنب الغضب، الغضب أمر ليس بمحمود أبدا، والرسول صلى الله عليه وسلم وجهنا ونصحنا لذلك، فقال: ((لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب))، ولا تعامل الناس بقسوة ولا بشدة، اللطف والرفق مطلوب في كل الأمور، قال صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه))، فعليك بتجنب الغضب، وذلك من خلال التعبير عن نفسك في بدايات الغضب، لأن الغضب هو الذي يؤدي إلى الشدة، أن تستغفر الله، أن تتفل على شقك الأيسر ثلاث مرات، ولو جربت تتوضأ مرة واحدة وأنت في حال الغضب -إن شاء الله تعالى- هذا سوف يعود عليك بخير كبير ووفير.

والأمر الآخر هو: أنت مطالب بأن تكثف من تمارين الاسترخاء، لأن فائدتها عظيمة جدا في هذا السياق، والرياضة عموما – خاصة الرياضة الجماعية – سوف تحرق هذه الطاقات النفسية السلبية، طاقات الشدة والعصبية والغضب.

وأنا أرى أنه من الأفضل لك أيضا أن تتناول أدوية بسيطة، على الأقل سوف تعطيك أساسا وركيزة علاجية قوية جدا، عقار (إندرال) والذي يسمى (بروبرالانول) بجرعة عشرة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهر آخر، سيكون كافيا جدا في حالتك، ولا تحتاج أن تتناول الأدوية القوية المضادة للرهاب، مجرد الإندرال – وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى كوابح البيتا – سوف ينظم لك عملية الأدرينالين، وتكون على خير -إن شاء الله-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات