أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي.

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو الإجابة لثقتي العالية بكم، وفقكم الله لخدمة الإسلام.


لدي عدة أسئلة قصيرة جعلتني في دائرة مغلقة.

1_ ما هو الفرق بين الوسواس والتفكير وحوار النفس الاسترسال الداخلي النفسي، وكيف نميز بينهما؟
2_ أشعر بأن هناك حديثا مستمرا في داخلي، فمثلا أتقمص دور الممثلين، أو أقوم بدور المدرس، وكذلك الرد على شخصيتي الخارجية وعندما أتعرض لموقف معين تقوم نفسي الداخلية بتقلص الموقف مع تغيرر الأحداث، فهل ما أعانيه هو انفصام بالشخصية أو وساوس؟
3_ ما سبب شعور التنميل في الدماغ؟ لأنها تسبب لي عسر المزاج الشديد، وكأن عضلات وجهي تتشدد وتسبب لي التشويش في الرؤية، وتسبب لي الاكتئاب وكأني حائر بين ضوضاء لا أفهم شيئا.
4_ أعاني من وساوس وهمية في دماغي، حتى عندما أريد أن أركز عليها لا أفهم لها أي محتوى، مجرد ضغط على دماغي، فما هو سبب ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
حقيقة أسئلتك هي أسئلة حوارية، بمعنى أنها تتطلب أن يكون هنالك حوار مباشرا بينك وبين المعالج، لكن سوف أحاول أن أعطيك بعض المعلومات التي أتمنى أن تفيدك.

سؤالك الأول: ما هو الفرق بين الوسواس والتفكير وحوار النفس والاسترسال الداخلي النفسي وكيف التمييز بينهما؟

الوسواس الفكري يكون متسلطا على الإنسان، ويدرك الإنسان سخفه، ويحاول أن يطرده، لكنه يجد صعوبة كبيرة في ذلك.

أما حوار النفس والاسترسال الداخلي فهو أمر مقبول وليس مفروضا على الذات، بل ربما يجد الإنسان فيه شيئا من المتعة والاسترسال الفكري.

فإذا الاسترسال الداخلي النفسي ليس أمرا سخيفا، أما الوسواس فهو أمر سخيف ومتسلط على الإنسان.

بالنسبة لسؤالك الثاني: هذا أعتقد يأتي تحت نطاق ما يمكن أن نسميه بأحلام اليقظة، الإنسان أحيانا قد يتكلم مع ذاته، وقد يلعب أدوارا معينة، وتكون له أمنيات وآمال، ويضع نفسه في مواقف معينة أو مواقع معينة، أو تتماهى نفسه وخيالاته مع أشخاص معينين.

فهذا أخي هو استرسال زائد أيضا في أحلام اليقظة، ولا أعتقد أنه يمثل انفصاما في الشخصية، أو حتى يمثل وساوس، هذا أمر موجود، لكن قطعا الإنسان يجب ألا يسترسل فيه حتى لا يكون سببا في إضاعة الوقت.

وبالنسبة لسؤالك الثالث: ما سبب الشعور بالتنمل أو الالتهاب بالدماغ؟
هذه أعراض نسميها بالأعراض النفسوجسدية، النفس والجسد لا ينفصلان أبدا، مثلا الإنسان إذا فكر أن هنالك التهاب في دماغه – وهذا حقيقة تفكير غريب لكن يحدث لبعض الناس – هذا سوف يؤدي إلى قلق وسوف يؤدي إلى توتر، ومن هنا تبدأ عضلات فروة الرأس في الانقباض؛ لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توترات عضلية، ودائما نجد أن الانقباضات متمركزة حول العضو الذي يتخوف حوله الإنسان، تجد مثلا: الذين يخافون من أمراض القلب والذبحات القلبية تجدهم دائما يحسون بثقل أو آلام في الصدر أو ضيق في التنفس – أو شيئا من هذا القبيل – وليس لديهم أيضا أي مشكلة عضوية في القلب، لكن التوتر الداخلي والقلق تحول إلى توتر عضلي.

فإذا – أخي الكريم – التوترات النفسية تؤدي إلى توترات عضلية، وقد تصيب مناطق معينة في الجسد، وقد تسبب حتى التشوش في الرؤيا، أو الاضطراب في السماع، وهذا طبعا ينتج عنه نوع من الاكتئاب، أو شيء من الشعور بالكدر؛ لأن الإنسان يواجه وضعا غريبا لا يجد له التفسير الكامل، وإن كان الموضوع ليس خطيرا لكن بالفعل يؤدي إلى قلق وتوتر داخلي.

شعورك حول ما أسميته بوساوس وهمية: أريد أن ألفت الانتباه أنك كلمة (وسواس) يجب أن نكون حذرين جدا حين نصف بها ظاهرة نفسية معينة؛ لأن الأمر هذا اختلط على الكثير من الناس، وفي اللغة الإنجليزية الأمر واضح جدا، المقصود بالوسواس معروف تماما، أما نحن فلدينا في اللغة العربية أو بين عامة الناس من يعتقد أن حديث النفس هو وسواس، والبعض من الناس الذين يسمعون أصواتا أو تكون لديهم نوع من الهلاوس السمعية الحقيقية - أو ما يشبه الهلاوس، أو الهلاوس الكاذبة - يعتقدون أن ذلك أيضا وسواسا، وبعض الذين تأتيهم أنواع مختلفة من أحلام اليقظة والأمنيات المرجوة - والأشياء من هذا القبيل - أو حتى الاسترسال الفكري العادي يعتبرون أن ذلك وسواسا.

وقد شاهدنا من لديهم أمراضا ذهانية عقلية واضطرابات فكرية شديدة، أيضا يصفون أنفسهم أو يصفهم ذويهم بأنهم يعانون من وساوس.

فكلمة (وسواس) - أخي الكريم - لها مقصود حرفي مهني معين، وعليه أنا أنصحك ألا تركز على هذه الأمور، وأن تتجاهل، هذه الظواهر - أو هذه الظاهرة التي تحدثت عنها - وما دمت أنت تراها وسواس ولا فائدة فيها ولا تفهم محتواها فيجب أن تتجاهلها، يجب أن تحقرها، يجب أن تصرف انتباهك عنها، وهذه هي الآلية الصحيحة لتفادي الخوض في مثل هذه الظواهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات