أحتاج توضيحا للحالات النفسية والوسواس.

0 16

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أسئلة حوارية ثانوية قصيرة أتمنى الرد منكم؛ لأن أجوبتكم وافية وشافية، وبلدي العراق لا يوجد فيه أطباء نفسيين كثر.

1- ما هو الفرق بين الصوت الداخلي للإنسان؟ وكيف نميز بينه وبين الهلاوس السمعية عند الفصام؟

2- عندما أريد أن أنام ففي الدقائق الأولى تمر علي أفكار غريبة ومواقف لا تحدث وخيالية ولا أستطيع النوم.

3- لماذا أصبحت أركز في أي شيء وأربطه بالماضي وبأفكار خيالية لا يمكن وصفها، وأدقق فيها، حتى أصبحت أعيش في دوامة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العفو والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على كلماتك الطيبة في حق الشبكة الإسلامية.

الصوت الداخلي أو حديث النفس يحس الإنسان أن منشأه نفسه، ولا يحس أبدا أنه مصدر خارجي، أما الهلاوس السمعية حتى وإن سمعها الإنسان داخل الرأس أو في الحيز الخارجي يعرف أن مصدرها خارجي، وهذا واضح جدا.

مرضى الفصام يصفونه بصورة واضحة جدا، حتى وإن كان سماع الأصوات داخل الرأس لكن يحدد لك المريض أن مصدرها مصدرا خارجيا، وقد يحدد جنس الشخص الذي يتحدث معه ومحتوى الكلام بصورة واضحة جدا.

كما أن الصوت الداخلي للنفس ينجر الإنسان معه، وتجد أن فكرة ولدت فكرة أخرى، وينشأ عنها وسوسة أخرى، وهكذا. أما في حالة الهلاوس السمعية فالأمر مخالف لذلك تماما.

بالنسبة لسؤالك الثاني: الإنسان حين يذهب إلى الفراش من أجل النوم يكون متفرغا لذاته، أو يكون مع ذاته – كما يقولون – يعني: ينقطع عن الكثير من الأنشطة الخارجية، وهذا على مستوى الفكر وعلى مستوى الجسد، لذا قد تهجم على الإنسان أفكار بالفعل تكون غريبة جدا، ومسلسل من الأفكار السخيفة والخيالية، وهكذا ... إذا الأمر ناتج من التفرغ النسبي الذي يحدث في هذه الفترة، لذا نقول للناس دائما: أقدموا على النوم وأنتم في حالة استرخاء، أو تذكروا أشياء جميلة، وأذكار النوم محتواها جميل جدا ورائع جدا، والإنسان إذا قرأ مثلا شيئا من القرآن قبل النوم وهو في الفراش أيضا هذا سوف ينقل الإنسان إلى راحة نفسية كبيرة جدا ويدخله في النوم مباشرة.

أتفق معك أن هذه الفترة بالفعل يجب أن تكون فترة استقرار تام للإنسان، ويجب أن نقدم على النوم ونحن في حالة من الاستعداد التام له، نجعل النوم يبحث عنا ولا نبحث عنه، وندخل على ذواتنا الأفكار الجميلة والطيبة والصالحة.

سؤالك الثالث: هذا النمط من التفكير الذي تحدثت عنه مرتبط بالميول الوسواسية، بعض الناس لديهم نمط تفكير وسواسي، وليس من الضروري أبدا أن يصل الأمر إلى الوساوس القهرية الكاملة، لكن الإنسان حين يركز على أمور معينة وأفكار خيالية ويرتبط أشياء بأشياء، ويكون هنالك نوع من التدقق أكثر من اللزوم، وتتطاير الأفكار وتتداخل، هذا قطعا نوع من نمط التفكير الوسواسي، والداعم النفسي الرئيسي أو الطاقة النفسية التي يعتمد عليها الوسواس هي القلق في المقام الأول، لذا نقول للناس: حتى لمواجهة وساوسكم لا تقلقوا، اجعلوا أنفسكم في حالات استرخاء، في حالة انبساط، الرياضة، الدعاء، التدبر، التأمل، هذه كلها تقودك إلى وضع نفسي أفضل.

أشكرك مرة أخرى على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات