زوجي متعلق بامرأة أخرى ويتواصل معها ولا يريد الزواج منها.

0 13

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته.

تزوجت من زوجي زواجا تقليديا، ولم يكن بيننا أي علاقة عاطفية، أو تعارف قبل الزواج, وجدت بعد الزواج اختلافا شديدا في الطبائع بيننا، وكان هذا سبب كثير من المشاكل، وأيضا صغر سني 18 سنة، وعدم خبرتي في الحياة.

مضى على زواجي حتى الآن 12 سنة، كنا نتخاصم ونرجع لبعضنا، وأنا أسامح فورا دون شروط أو ترضيات مهما كان الخطأ، وهو بالعكس يظهر المسامحة ويكتم في نفسه ويعاقبني على أي تصرف صدر وقت المشكلة، ولا ينسى أبدا.

المهم استمرت الحياة وأنجبت 5 أطفال، وقبل 3 سنوات تعرف زوجي على امرأة مطلقة زميلة له في الشركة، وأكبر منه في السن، تزوجت قبله 4 رجال.

المهم حصل بينهم علاقة حب وتعلق زوجي بها جدا، وطلعة ورفقه مع بعض، وتواصل بالواتس وغيره، أخذ فترة وقرر يفترق عنها، وحظرها في الواتساب والتلفون، وفعلا استمر عدة شهور بعيدا عنها وهي لاحقته بكل الطرق، مكالمات ورسائل وتأتي إليه في المكتب.

هو ما صدها أبدا، وقال لا أريد أن أحرجها، وبعد 3 سنوات رجع إليها وتواصل معها، وقبل علاقته بها صرت أعاني من جفاف عاطفي شديد، وكنت أقول له احتياجي بكل وضوح، وما في أي تجاوب منه، وبعد علاقته بها أصبح أكثر إهمالا، وأكثر جفافا، فطبعه عنيف جدا، ويغضب بشدة، ولازم كل حاجة في البيت تكون في مكانها، والخطأ لا يغتفر أبدا مهما عملت.

في فترة علاقته بها وفترة افتراقهم كان عبارة عن جسد بلا روح، مكتئب وما عنده نفس لأي شيء، حتى سواقة السيارة يقول لي كرهتها، ويدخل البيت مكشرا، ولا يتحمل، بل ويصرخ ويغضب من أبسط الأمور، وأنا تعبت نفسيا جدا ولا أقدر أن أتحمل أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك وسائر الرجال، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

ما يحصل من زوجك لا يرضي الله تبارك وتعالى، وهذا أمر نتفق عليه جميعا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعجل بهدايته، وأن يبعد عنه تلك المرأة، وأن يعجل أيضا بهدايتها، وأن يبعدها عن طريق زوجك، وأن يعينك على التقرب إلى هذا الزوج والصبر عليه والإحسان إليه، وأرجو أن تجعلي همك هدايته، فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، فكيف إذا كان الرجل هو زوجك ووالد العيال، نسأل الله أن يصلحكم جميعا، وأن يوفقكم جميعا لما يحبه ويرضاه.

إليك بعض النصائح الهامة جدا التي أرجو أن تهتمي بها، وتحرصي عليها:
أولا: أرجو أن تكثري من الدعاء لنفسك وله.
ثانيا: أرجو ألا تحاكمي نفسك وترجعي للوراء وبأن الزواج كان تقليديا وبأنكم ... و... مثل هذه الأمور أنصحك ألا تقفي عندها طويلا، فإن البكاء على اللبن المسكوب لا يعيده ولا يرده إلى وضعه الصحيح، والأسف على الماضي لن يعاد لأجل التصحيح.

النقطة الثالثة التي أريد أن أنبه إليها، وهي: محاولة التقرب من الزوج والإحسان إليه وملاطفة هذا الزوج، فالزوج الذي عاش معك هذه السنوات وأنجب هؤلاء الأطفال ينبغي أن تعرفي ما هو المفقود في حياته، وأرجو أن تغيري أسلوبك معه، تحاولي أن تزيدي في التلطف له والقرب منه، وتجنبي كثرة الاتهام له والغيرة الزائدة، نحن نقدر رفضك لهذا الخلل والخطأ الكبير الذي يحدث منه، ولكن نحب أن نؤكد أن المعالجة الخاطئة تدفعه للمزيد في الذهاب في الطريق الخطأ بكل أسف.

رابعا: نتمنى أن يكون زوجك ممن يحافظ على الصلاة ويحافظ على الصدق، وأرجو أن تشجعيه على عمل رقية شرعية لنفسه والمحافظة على الصلاة، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

كذلك أيضا أرجو أن تستري ما يحصل من زوجك عن أبنائه وعن سائر الناس، فإن في ذلك عونا له على أن يعود إلى الحق وإلى الصواب.

سادسا: نريد أن تقبلي على زوجك وإن قصر، فإن الحياة الزوجية عبادة لرب البرية، لذلك تقصير الزوج يحاسب عليه، كما أن الزوجة تحاسب على تقصيرها.

سابعا: نحن نرفض عصبيته، ولكن نحب أن نؤكد لك أن تفادي أسباب العصبية من الأمور المهمة، فالزوجة الذكية مثلك إذا عرفت أن زوجها لا يرضى بتأخير الطعام ولا بزيادة الملح ولا برفع الأصوات، فإنها تجتهد في تفادي مثل هذه الأمور، حتى تعين زوجها على الخير، وبهذا تستطيع أن تداري زوجها وتحسن التعامل معه.

أخيرا: نتمنى أن تجعلي نيتك لله خالصة، واجعلي نيتك إصلاح هذا الزوج، فإن ما يفعله خطأ، واجعلي همك أن يعود إلى الصواب، واجتهدي في الإخلاص في الدعاء، وتقديم النصح له، مع اختيار الأوقات المناسبة، كذلك أيضا اجتهدي في إبعاد هذه المرأة عنه، واعلمي أن الكثير من الأزواج إنما يبحث عمن تؤانسه وتكلمه، فكوني مؤانسة لزوجك، واهتمي بمظهرك، واقتربي من زوجك، واسألي الله تبارك وتعالى له التوفيق والثبات والهداية.

أيضا تواصلي مع موقعك، وحبذا لو ذكرت مواصفات هذا الزوج، حتى نضع سويا خطة لإصلاحه ودعوته إلى الخير، ونتمنى أيضا أن يكون محافظا على الأمور الأساسية من صلاة وطاعة لله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي زوجك وكل مقصر، وأن يردنا جميعا إلى كتابه وإلى هدي نبيه ردا جميلا، ونكرر الترحيب بك في موقعك.

مواد ذات صلة

الاستشارات