السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ سنوات من أعراض غريبة، مثل الخوف من المجتمع، والتردد الشديد في اتخاذ القرارات، والشعور بالندم بعد كل اختيار، أشعر بأن لدي شخصيتين: إحداهما ضعيفة في مواجهة المجتمع، والأخرى قوية أحيانا، لكنها تظهر فقط حين أكون مع نفسي.
كما أعاني من وسواس قهري يتعلق بالذات الإلهية، وبالحياة عموما، إضافة إلى الشك الدائم في كل شيء، وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي، لقد انعزلت عن المجتمع منذ سنوات، ولا أجيد التعامل مع الآخرين، ودائما ما أشعر بالتردد، وإن اتخذت قرارا ما، أندم عليه لاحقا.
كذلك، تراودني أفكار الموت، خاصة خلال الليل، لذلك، قررت تناول دواء فافرين مع بروزاك بجرعة 40 ملغ بروزاك صباحا، و150 ملغ فافرين ليلا. شعرت بتحسن طفيف، وأفكر حاليا في إضافة رزبريدال إلى العلاج، فهل يمكنني معرفة الجرعة المناسبة من رزبريدال؟ وما هو وقت تناوله؟ وهل هذا التوليف العلاجي صحيح؟
علما بأنني أشعر أن لدي وسواسا قهريا، مع اكتئاب، وربما أعراضا بسيطة لانفصام، وسبق أن تناولت فافرين بجرعة 300 ملغ يوميا لمدة ثلاثة أشهر، دون نتيجة واضحة، لذا أضفت بروزاك (كبسولتين صباحا) مع 150 ملغ فافرين ليلا. ومنذ عشرة أيام، بدأت أشعر بتحسن طفيف، وأفكر في إضافة رزبريدال لتعزيز فاعلية العلاج.
الرجاء المساعدة، وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أنت لديك أعراض متعددة ومتداخلة، ذكرتها حقيقة باختصار، تكلمت عن الوسواس، عن التردد، عن الاكتئاب، عن الفصام، وأنا أرى أنه سيكون من الأفضل أن تقابل طبيبا نفسيا، لتحديد التشخيص على وجه الدقة، ومن ثم وضع الخطة العلاجية، والخطة العلاجية لا تشمل الدواء فقط أبدا، كل علة نفسية لها برامج سلوكية واجتماعية وبرامج عامة لتأهيل النفس.
ممارسة الرياضة مفيدة في جميع الأحوال وفي جميع الحالات، حسن إدارة الوقت مفيدة في جميع الحالات، حسن التواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية وبناء نسيج اجتماعي ممتاز، هذا أيضا يعالج معظم الحالات النفسية أو يساهم في علاجها، والصلاة في وقتها، العبادات بصفة عامة، صلة الرحم، القراءة، الاطلاع، العمل، العمل مهم جدا، وهو وسيلة من وسائل التأهيل، فهذه شروط علاجية عامة تنطبق على جميع الحالات، فأرجو أن تجعل نهج حياتك على هذا الأساس، وبعد ذلك الدواء الذي يقرره لك الطبيب تتناوله.
أما إذا كان هنالك تأكيد لتشخيصك، فالبروزاك دواء فاعل جدا، وكذلك الفافرين من الأدوية المفيدة جدا، لكن يجب أن تكون هذه الجرعات قد بنيت بالتدرج، وأقصد بذلك البروزاك أربعون مليجراما، أنت ذكرت شيئا من هذا أنك أضفت البروزاك، فلا مانع في هذا أبدا، لكن لا تتعد هذه الجرعات، أربعون مليجراما من البروزاك، مع مئة وخمسين مليجراما من الفافرين، والرزبريادون يكون بجرعة واحد مليجرام ليلا، هذه تكفي جدا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.
الأفضل أن توضع هذه الخطة العلاجية الدوائية بواسطة الطبيب، هذا أفضل، وفي ذات الوقت تطبق نمط الحياة الذي ذكرته لك، وتكون متفائلا، الإنسان هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، ولابد أن تكون كلها إيجابية، مهما كانت وطأة الأعراض النفسية؛ الإنسان لابد أن يستبدل الفكر السلبي بفكر إيجابي، والشعور السلبي بشعور التفاؤل والشعور الإيجابي، وألا يتبع الإنسان نفسه وهواه في التراخي والتكاسل، وعدم العمل وعدم القيام بالواجبات الاجتماعية، هذه هي التي تنهض حقيقة بالنفس وتطورها كثيرا.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأرجو أن تفيدني بعد أن تقوم بمقابلة طبيبك.