عندما تكون النتائج أقل من المجهود المبذول أحياناً فلا يعني ذلك الفشل

0 337

السؤال

أنا متميزة في عملي متقنة له، أدرس في أحد معاهد اللغة، أبذل مجهودا في مذاكراتي أكبر من جميع زميلاتي حيث أحضر للامتحان وأراجع أكثر من ثلاث مرات قبل الامتحان، زميلاتي أكبر مني في السن ولم يدرسن إلا قبل الامتحان بيوم وحصلن على درجات أعلى مني! أحسست بضيق شديد وأستغفر الله ولكن جاءني خاطر لماذا يفعل ربي بي ذلك؟! أعلم أن هذا الموضوع قد يكون تافها بالنسبة لكم، ولكنه يؤرقني كثيرا وقد يصل لدرجة الحقد على زميلاتي، فماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يكتب لك التوفيق والنجاح، وأن يرزقك الهداية والفلاح والرضا والارتياح، وأن يفتح علينا أبواب رحمته إنه الكريم الفتاح.. وبعد،،،

فإنه على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح، وما كل عامل مرزوق ولا كل مجتهد ناجح؛ لأن النجاح والغنى والتوفيق من الله وحده، فسبحان من يعطي ويمنع، ويشقي ويسعد، ولكن المؤمنة ترضى بحكم الله؛ لأن الأمر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

وإذا تأخر النجاح مرة فإن المؤمنة تراجع نفسها وتستغفر لذنبها وتدعو ربها؛ فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، قال تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير))[الشورى:30].
وكم من ناجح حرم النجاح حين ظن أنه يناله بمجهوده فقط! وكم من جيش جاءته الهزيمة حين اغتر بكثرته وقوته! وما درس حنين ببعيد عن الأذهان، وقد سجل القرآن ذلك الموقف بآيات تتلى مدى الأزمان، فقال تعالى: ((ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين))[التوبة:25] فليس الانتصار بالعدد والعدد، وليس النجاح فقط بالمذاكرة والسهر، ولكن لابد من توفيق الله وتأييده.

وإذا لم يكن من الله عون للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده

والمؤمن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، فالتوكل على الأسباب شرك، وترك الأسباب خطل وجهل، والصواب أن (يعقلها ويتوكل) والإنسان لا يدري أين يكون الخير ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216] وكم من إنسان حرمه الله المال فكان ذلك سببا في انكساره وتضرعه!

فسارعي بالاستغفار، واطردي عنك وساوس الشيطان، وتوجهي إلى الله الغفار، مكور الليل على النهار، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون، فسبحانه من إله واحد قهار.

ونحن نشكر تواصلك مع هذا الموقع، والموضوع الذي سألت عنه ليس تافها، بل هو على درجة من الخطورة والأهمية، فلا تتعودي على مثل هذه الألفاظ: (لماذا يفعل بي ربي ذلك) فإنه يشم منها رائحة الاعتراض على قسمة الرزاق وحكمة العزيز الحكيم القهار.

ولا داعي للضيق؛ فإن نعم الله مقسمة، وقد رزقك التميز، فهل شكرت له نعمه واعترفت له بفضله ليهب لك المزيد؟

وبالله التوفيق



مواد ذات صلة

الاستشارات