أفتقد الثقة بالنفس، ولا أعرف كيف أتحدث مع الآخرين؟

0 14

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب بعمر 31 سنة، أعاني من الفصام البسيط الذي تغلب فيه الأعراض السلبية للفصام.

منذ عرفت نفسي وأنا ضعيف الثقة بالنفس، وقليل الكلام، لكن بقيت الأعراض، والمرض الحقيقي بدأ منذ سن 17، وأعراضي هي:

حزن، واكتئاب، وعدم الاستمتتاع بأي شيء، وانطوائي جدا، وأكره الاجتماعات، وليس عندي أصدقاء، ولا أعرف أكون علاقات، كذلك قلة الكلام ولا أعرف أتحدث مع أحد، وغالبا حديثي سؤال وجواب.

كما أنه لدي إهمال في النظافة الشخصية، وتبلد إحساس، حتى إن أبي توفي قبل أشهر ولم أبك عليه!

لدي ضعف التركيز، والنسيان الشديد، حتى إنني مرات أسأل سؤالا لشخص ويجيبني ولكن لا أنتبه للجواب وأسأل مرة أخرى! لدي ضعف شديد في الثقة بالنفس، وليس لي شخصية أو رأي ولا مبادئ.

أشعر أن كل الناس تراقبني وتتكلم عني، حتى وأنا أمشي في الشارع، أشعر أن الناس يراقبونني وأتعثر في مشيتي، مهتم بآراء الناس عني كثيرا، وأكره الانتقاد.

أعاني من صعوبة التعلم، لا أتعلم أشياء جديدة، حتى إني درست لغة عدة مرات ولا أفهم منها شيئا.

أشعر أن لدي غباء، وقلة فهم، وتشتتا في الأفكار، وألم دائم في الرأس، دائما متوتر وخائف، أشعر بألم في قلبي، ودقات قلبي أحيانا تصبح سريعة، وفاشل في العمل، كلما أعمل عملا أستمر فترة قصيرة ثم أفصل، وأعمل الآن سائق تاكسي.

تعبت يا دكتور! أشعر أني أصبحت عالة على أهلي، فأنا لا أستطيع فعل شيء، ودائما أطلب المساعدة من أمي وإخوتي.

أرجوك أريد أن تقدم لي نصيحة، وتصف لي أدوية، علما أني جربت أغلب الأدوية المعروفة من مضادات اكتئاب إلى مضادات فصام، وصرت أستجيب لمضاد الفصام أكثر.

أفضل علاج تحسنت عليه ريسبريدال، ولا أعرف هل أحتاج أدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأنت – أخي الكريم – لك مراسلات واستشارات سابقة معنا في هذا الموقع، وكانت لديك استشارة بتاريخ: 21/6/2017، رقمها (2345907).

من المهم جدا أن نقول لك: إن حالتك أنا أتصور أنها أفضل مما أنت تتصور، من الواضح أنه لديك مقدرات، الطريقة التي عبرت بها عن نفسك، وتسلسل الأعراض كتبتها بصورة ممتازة جدا، وأنت رجل تكافح وتعمل سائق تاكسي، لكن بالرغم من ذلك هنالك هذه الأفكار السلبية المهيمنة عليك.

أنا أريدك أن ترتقي بنفسك من خلال أن تقيمها تقييما صحيحا، لا تقبل لنفسك بالدونية أبدا، لأنك إنسان، لديك طاقات، لديك دافعية الحمد لله تعالى، حتى وإن كانت هنالك صعوبات لكن أنا لا أتصور أنها بالحجم والكمية التي تعطلك.

إذا يجب أن تستشرف المستقبل، ويجب أن تحسن من دافعيتك، ويكون لديك إصرار على النجاح، وأن تعيش الحياة بأمل ورجاء، هذا كله يعتمد على المنظومة الفكرية الإيجابية التي يجب أن تتحلى بها.

أنا أنصحك بأشياء مهمة جدا: حسن إدارة الوقت أمر ضروري ومهمة في حياة الناس، الذين ينجحون في حياتهم هم الذين يحسنون إدارة وقتهم، مثلا: (وقت للعمل، ووقت للراحة، ووقت للعبادة، ووقت للترفيه عن النفس، ووقت للقراءة وللاطلاع، للتواصل الاجتماعي، للتفاعل الأسري الإيجابي...) وهكذا، فأرجو أن تأخذ بهذه النصيحة.

الاهتمام بالغذاء، والرياضة يجب أن تكون جزءا فاعلا في حياتك، وكذلك القراءة والاطلاع، والصلاة في وقتها، ومع الجماعة.

هذه – يا أخي – رسائل أساسية، وركائز ضرورية لأجل أن ننجح في حياتنا، لا يمكن للصحة النفسية للإنسان أن ترتقي دون الأشياء التي ذكرتها لك، مهما كان التشخيص.

أنا حقيقة لا أرى أنه لديك أي أعراض انفصامية، وأنا طبعا لا أنفي وجود الفصام، لأن الذي ذكر لك هذا لا بد أن يكون لديه ثوابت وأدلة، لكن أؤكد لك أن مفهوم الفصام البسيط مفهوم واهي جدا، لا توجد حقيقة ركائز تشخيصية معيارية أساسية.

أنا لا أقلل من شأن الكلام الذي قيل لك، لكن أشك كثيرا في هذا المسمى، نعم لديك شيء من عسر المزاج، لديك شيء من ضعف الدافعية، لديك سوء في تقدير الذات، وهذا هو الذي تكلمنا عنه، وتكلمنا عن الخطط العلاجية الإرشادية.

أما بالنسبة للدواء: أنا أعتقد أن عقار (بروزاك/فلوكستين) زائد جرعة صغيرة من عقار (رزبريادال) ستساعدك كثيرا، تبدأ البروزاك بجرعة كبسولة واحدة يوميا – أي عشرين مليجراما – تستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

البروزاك دواء راق جدا، فاعل، يحسن الدافعية والمزاج عند الإنسان، أسأل الله أن ينفعك به.

أما الرزبريادون فتبدأ بواحد مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها اثنين مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات