خطبني شاب ثم تركني ولكني تعلقت به.. هل أدعو الله أن يعيده لي؟

0 11

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لخطبتي عدد من الخطاب، ولم يحصل أي ارتياح لأحد منهم، حتى جاء أحدهم وشعرت بارتياح غريب نحوه بدون أن أعرف شكله، فقط عندما قال لي والداي بأن هناك أحدا قادم لخطبتي.

وبعد الرؤية الشرعية أحببته أكثر، وتعلقت به، لكن لم يحصل نصيب، مرت ٥ شهور وما زلت أفكر فيه برغم انشغالي بأمور أخرى، أخاف أن أدعو أن يكون من نصيبي، ويكون فيه شر لي لهذا لم يتم الأمر، وفي نفس الوقت أتمنى أن يعود ويخطبني!

هل الأفضل أن أدعو؛ لأن الدعاء يغير القدر، أم أترك الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك، وقد أصبت – أيتها البنت الكريمة – حين عرفت أن خير باب تطرقينه هو باب دعاء الله تعالى وسؤاله أن يرزقك الزوج الصالح، ونحن نؤكد على هذا الطريق الذي سلكته، فأكثري من دعاء الله تعالى، فإن الدعاء من أسباب الرزق، فإذا دعوت الله تعالى فتخيري الأوقات الفاضلة للدعاء، مثل الدعاء في السجود، وبين الأذان والإقامة، والدعاء بعد الصلاة، وخاصة النافلة، والدعاء في جوف الليل، وهكذا تخيري الأوقات والأحوال المناسبة أو التي يرجى فيها ويعظم فيها قبول الدعاء.

ثم إذا دعوت الله تعالى فاسأليه سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته المناسبة للمقام، وبذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاء الاستخارة أن نقول في أوله: ((اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب)) فهذا كله توسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته المناسبة للحال، فالله تعالى يعلم وأنت لا تعلمين عواقب الأمور.

فأكثري من دعاء الله تعالى، واسأليه أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك بما يقسمه لك، وهذا أفضل لك من أن تسألي الله تعالى هذا الشخص بعينه، فإنه يمكن أن يكون الله تعالى لم يكتب أن يكون هذا الشخص هو الزوج المناسب لك، فتتعلق به نفسك أكثر، ويشتد التعلق به يوما بعد يوم، وربما يكون قد قدر الله تعالى خلاف ذلك، فالأفضل لك أن تحاولي نسيان هذا الرجل، وأن تقطعي هذا التعلق به قبل أن يتعاظم فيخرج عن سيطرتك.

فاسألي الله تعالى أن يقدر لك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في دنياك وأخراك، والله تعالى على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء، والدعاء يرد القدر، كما وردت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر))، فالدعاء من جملة الأسباب التي رتب الله تعالى عليها النتائج، فخذي بهذا السبب، مع الأخذ بالأسباب الأخرى من التعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات؛ فهن خير من يعينك للحصول على الزوج المناسب، واستعيني بمن يتعاون معك من محارمك من الرجال، كالإخوان والأخوال والأعمام.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير، ويقدر لك ما تسعدين به في دنياك وآخرتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات