كيفية التعامل مع أخي السارق؟

0 6

السؤال

السلام عليكم.

أخي عمره 13 سنة، قبل مدة اكتشفنا أنه قد سرق مبلغا كبيرا من المال من عندنا ليصرفه على لعبة pubg mobile، انصدمنا لأننا نعرفه ليس لديه هذه الأفعال، ولا نعلم إن كان مستغلا من قبل أحد، أو أن أحدا يستفزه أو يهدده، وهو لم يتكلم بالموضوع إلا بعد نقاش طويل من معرفتنا باختفاء مبلغ كبير جدا من المال، واكتشفنا أيضا أنه يراود المواقع الإباحية.

كيف نتعامل معه في المستقبل؟ وكيف نعاقبه على فعلته؟ وكيف نستطيع تغيير فكره؟ حفاظا على مستقبله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yousif حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر شقيقك الأصغر، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه ونجاحه، وأن يصلح الأحوال، وأن يبعد عنه شياطين الإنس والجن، وأن يهديه ويهديكم ويهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

لا شك أن الذي حصل فيه إشكال كبير، ونحن نكرر لك الشكر على هذا التواصل، ونعتقد أن دورك كبير جدا في تصحيح هذا الوضع، فأنت الأقرب إليه، فكن عونا لوالديك على علاج هذا الإشكال الذي حدث، وأرجو أن تنتبهوا لما يلي:

أولا: أرجو أن تكثروا له -خاصة الوالدين- من الدعاء.
ثانيا: أرجو إشعاره بالأمن ومصارحته حتى يطرح ما في نفسه.
ثالثا: أرجو إدارة حوار هادئ معه لمعرفة خلفيات ما حدث.
رابعا: من المهم جدا التعرف على الأصدقاء الحقيقيين والافتراضيين الذين لهم تأثير عليه.
خامسا: من المهم جدا أيضا أن تخصصوا له وقتا، الوقت النوعي مهم للجلوس معه، والحوار معه، وشغله بالمفيد، ومحاولة أيضا تقنين استخدامه لهذه التقنية، حتى لا تؤثر على دراسته وعلى مستقبله.
سادسا: بيان خطورة دخوله إلى مواقع إباحية أو مواقع مشبوهة، فالإنترنت ليس آمنا، وهذا العالم فيه أشياء مخيفة وخطيرة على أبنائنا وبناتنا.
سابعا: من المهم أن تكون لكم خطة موحدة، يعني ينبغي أن يكون هناك اتفاق بين الأسرة، بينك وبين الوالد والوالدة، فإن التناقضات ليست في مصلحته، ولا بد أن تكون القيم متفقا عليها، ووسيلة التعامل متفق عليها.

من المهم جدا أن تكونوا حريصين أكثر على أموالكم وعلى ما تحت أيديكم من الأموال، كذلك أيضا من المهم – أكرر -: تأمينه، يشعر بالأمان حتى يحدث بكل ما في نفسه وبكل ما حصل معه، حتى نعاونه في سد تلك أبواب الغواية أو أبواب الابتزاز والخديعة التي يتعرض لها، فهذا عالم مخيف، فيه كل هذه الأشياء المخيفة والأشياء التي لا ترضي الله تبارك وتعالى.

من المهم أن تخرجوا من الصدمة، وتحاولوا التعامل مع الإشكال – كما قلنا – في منتهى الهدوء، فإن الزجر والقسوة والشدة وكثرة اللوم والعتاب؛ هذه كلها أمور تترك آثارا سلبية عليه، فهمنا أولا هو صلاح هذا الفتى، وهذا الصلاح يحتاج إلى الدخول إليه بهدوء، التركيز على ما عنده من إيجابيات، وعدم الوقوف على السلبيات التي حدثت.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا وإياكم على الخير، ونشرف بالاستمرار في التواصل حتى نتابع معكم الحالة، لتأت التوجيهات في وقتها المناسب، ونسعد أيضا بمزيد من التفاصيل، خاصة التي ظهرت لكم بعد الجلوس معه والحوار معه، حتى نتعاون جميعا في وضع الخطة العلاجية المناسبة.

هذه وصيتنا للجميع بتقوى الله، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات.

مواد ذات صلة

الاستشارات