أعاني من مشاكل نفسية غير واضحة لي

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة بعمر 15 سنة، أعاني من اضظرابات نفسية أقلقتني جدا، وزادت في الآونة الأخيرة.

أصبحت أستغرق أوقاتا كثيرة في العيش في عالم خيالي، أي حياة جديدة ومختلفة في خيالي، بل أتخيل أناسا جددا، وواقعا مختلفا عن الذي أعيشه واقعيا.

أنا لا أعرف هل هو انفصام في الشخصية أو تقلب مزاج أو الشيزوفرينيا، المهم أني أضيع الوقت كثيرا في خيالي، وأعيش بتفاصيل دقيقة.

أنا أيضا مريضة بالخوف الكبير والجزع والعصاب، فقد أصبحت لي حالة عندما أغضب جدا عضو من جسم يتحرك وحده كأنه مرض عضال.

من فضلكم أفيدوني، أنا ما زلت صغيرة ولا أريد أي مشاكل نفسية الآن، وأنا مقبلة على السنة الأخيرة في الثانوية!

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيتها الابنة الفاضلة: الظاهرة التي تحدثت عنها أرجو ألا تسميها اضطرابا نفسيا، هي ليست اضطرابا نفسيا، هي ظاهرة نفسية تحدث لكثيرين في مثل عمرك، أي في عمر اليفاعة ومرحلة البلوغ وما بعد البلوغ.

هذا الاستغراق الفكري الطويل الذي يضيع أوقاتك نسميه بـ (أحلام اليقظة)، وهو ليس فصاما، وليس انفصاما، وليس شيزوفرينيا (Schizophrenia)، وليس اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وحتى لم يصل لمرحلة الوسوسة، إذا هي ظاهرة موجودة بعض الناس، وتكون بدأت تدريجيا، وبعد ذلك ازدادت لأن الإنسان لم يضع اعتبارا لها.

نصيحتي لك هي: أن تحسني إدارة الوقت، تحددي وقتا يوميا للأشياء التي يجب أن تقومي بها، مثلا اقضي هكذا ساعة في الدراسة، ووقتا للعبادة، ووقتا للترفيه عن النفس، ووقتا للرياضة، الرياضة مهمة جدا، لأنها بالفعل تمتص هذا الاستغراق القلقي فيما يتعلق بأحلام اليقظة التي بالفعل لا فائدة فيها.

أريدك أيضا أن تلجئي لبعض الأساليب السلوكية، مثلا أنت مستغرقة في هذه الأفكار فجأة قولي لنفسك: (أقف، أقف، أقف، أقف) كرري هذه الكلمة عدة مرات، أو مثلا قومي بالضرب على يديك حتى تحسين بشيء من الألم.

هذا فيه شيء من صرف الانتباه عن هذا الموضوع، ووجدنا أيضا قراءة القرآن بتدبر وبتأمل وتجويد تصرف الناس حقيقة عن هذه الاستغراقات الفكرية التي لا طائل منها ولا فائدة.

تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، تمارين قبض العضلات وشدها ثم إرخائها، ممتازة جدا – أيتها الفاضلة الكريمة – فأرجو أن تمرني نفسك عليها، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو الرجوع لهذه الاستشارة وتطبيق ما ورد بها، كما أنه يمكنك أن تستعيني بالإنترنت، توجد برامج ممتازة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

أريدك أن تتجهي اتجاهات فكرية فيها طموح كبير، تتصوري نفسك أنك ما شاء الله طبيبة كبيرة، أو مهندسة، زوجة متميزة، أم فاعلة،... حاولي أن تحسني من مستوى هذه الخيالات، وبعد ذلك لما تدخلي في الأمور الجدية سوف تتقلص حقيقة الأمور السلبية.

بالنسبة لموضوع الخوف والجزع والعصاب: هذا يعالج من خلال ما ذكرناه لك: ممارسة التمارين الاسترخائية، وحسن إدارة الوقت، الدعاء، تلاوة القرآن، التفاعل الاجتماعي الإيجابي،..هذا كله يفيدك كثيرا.

بالنسبة للدراسة: نعم أنت مقبلة على السنة الأخيرة، أسأل الله لك التوفيق، نصيحتي لك أن تنامي نوما ليليا مبكرا، لأن هذا يؤدي حقيقة إلى ترميم كامل في الدماغ، تستيقظي مبكرا، تصلي صلاة الفجر، تعدي نفسك من حيث الاستعداد للذهاب إلى المرفق الدراسي، تتناولي كوبا من الشاي، وتجلسي في البيت تدرسي مدة ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهبي إلى المدرسة.

هذا الوقت الصباحي، وقت البكور، هو وقت البركة، هو وقت الاستيعاب، ومن يدرس ساعة إلى ساعتين في هذا الوقت أفضل له من دراسة ثلاثة إلى خمس ساعات في بقية اليوم، هذا الأمر مجرب، والذي يبدأ هذه البداية الإيجابية الممتازة قطعا يستطيع أن يستفيد من بقية يومه، لأنه سيبدأ اليوم وهو منشرح، وهو إيجابي، مقبل على الحياة لأنه قد أنجز.

أنت لست في حاجة لأي علاج دوائي، وأقول لك: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات