طفلي متأخر في الكلام وغيره، فما السبب؟

0 12

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طفلي عمره سنتان وعشرة شهور، لا يتكلم إلا ببعض الكلمات، مثل: ماما بابا واسم أخيه وأنام، وبعض من أسماء الفواكه والأشخاص وغيره، وأحيانا يكرر آخر كلمة يسمعها، وهو يفهم أشياء كثيرة، مثل: أحضر لي كذا، اذهب، اشرب الماء، اذهب إلى سريرك، اضرب برجلك اضرب بيدك، قبل أخاك، أيقظ أخاك من النوم، وأحس بأن تطوره النطقي ضعيف، بحيث لا يمكنه تكوين جملة واحدة من كلمتين.

هو عصبي جدا، منذ شهرين بدأت أمه محاولة تعويده على دخول الحمام والتخلي عن الحفاظة، وكلما حاولت أن تدخله الحمام ببكي ويصرخ بشكل كبير ويرفض الجلوس بكل الأشكال، وكنا نعنفه ونصرخ عليه عندما يتبول في ملابسه، وبعد شهرين لم يطلب سوى مرة واحده فقط أن يدخل الحمام.

ومنذ فترة أصبح يخاف كثيرا، ويسرح فجأة ويقول: عوو، وأحيانا يكون في إحدى الغرف فيأتي راكضا وخائفا، وطيلة الوقت يده في فمه، إلا عندما يلعب مع أخيه الكرة أو لعبة اليويو، ومجرد مخاطبته يصرخ ويرمي ما في يده.

الأشياء التي تقلقني: قلة الكلام، عدم القدرة على تكوين الجمل، عدم استجابته لطلب الحمام، عدم الاستجابة أحيانا لبعض الأوامر، والعصبيه والخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخي: الذي فهمته أن هذا الطفل عمره سنتان وعشرة أشهر، وأنت متخوف عن تأخره في الكلام أو عدم قدرته على تكوين الجمل، وكذلك عدم الاستجابة لدخول الحمام، وعصبيته، وظهور المخاوف مؤخرا.

كثيرا ما نقارن ما بين أطفالنا فيما يختص من الناحية التطورية والارتقائية، وهذا طبعا قد يجعلنا أحيانا لا نتقبل التباينات والاختلافات ما بين الأطفال في مراحلهم التطورية.

أخي: هذا الطفل -حفظه الله- أولا أنا لا أرى عليه أي مؤشرات علة التوحد أو الذواتية، وذكرت ذلك لأن الكثير من الآباء والأمهات إذا كان هنالك أي تأخر في الطفل يتخوفون من ذلك كثيرا.

أخي: الذي أراه أن الطفل محتاج لمزيد من التدريب، وإذا كان بالإمكان الذهاب به إلى طبيب نفسي مختص في الأطفال، أو طبيب أطفال مختص في الأمور الارتقائية والتطورية والتكوينية للأطفال؛ سوف يكون أمرا جيدا، وذلك لتحديد نسبة الذكاء لديه، أنا أيضا لا أرى أن الطفل متأخر ذكائيا، لكن الأشياء التي أشرت إليها ربما تجعلنا نكون حذرين بعض الشيء أن مقدرات الطفل ربما يكون أصلا فيها شيء من المحدودية.

أخي: لا تأخذ كلامي هذا بحساسية أو بتخوف، أنا مجرد أريد أن أنظر إلى الصورة متكاملة، هل هناك علامات توحد؟ هل هناك علامات تخلف؟ هذا كله يجب أن ننظر إليه، وأنا حقيقة مطمئن لدرجة كبيرة، أرى أن المراحل الارتقائية لدى هذا الطفل متأخرة بعض الشيء، وموضوع العصبية والخوف هو نوع من الاحتجاج، لأنه لا يستطيع أن يعبر عن ذاته، وهذا الطفل يعطى فرصة أكثر للاختلاط ببقية الأطفال بقدر المستطاع، ويجب أن تلاعبوه الألعاب التي تناسب عمره.

وحقيقة: قطعا التعانف معه خطأ وسلبي جدا، على العكس تماما نحن نحاول أن نتجاهل بقدر المستطاع سلبيات تصرفاته ومسلكه، ونحاول أن نعزز ما هو إيجابي.

كما أن الطفل قطعا إذا طبقنا معه الطرق التشجيعية والتحفيزية المعروفة، قد يكون صغيرا على طريقة النجوم، هي طريقة معروفة جدا، كل فعل إيجابي نعطي الطفل مثلا نجمة أو نجمتين، ونسحب منه في حالة أنه ارتكب خطأ أو تصرف تصرفا غير إيجابي، نعتقد أن الطفل لا زال صغيرا على هذه الطريقة، لكن يمكن بصفة عامة من خلال تحفيزه، واحتضانه، والابتسامة الجميلة، التفاعل عن طريق اللعب، واللعب وسيلة عظيمة جدا لتطوير الطفل.

أما فيما يتعلق بموضوع الحمام: فهذا يتطلب الصبر، كثير من الأطفال، أو نستطيع أن نقول 20% من الأطفال حتى عمر الخامسة لا يستعملون الحمام بالصورة المطلوبة، فكما ذكرت لك الاختلاف موجود والتباين بين الأطفال موجود، أهم شيء أن نجعل هذا الطفل مطمئنا دائما، أن نعزز ما هو إيجابي، أن نتغاضى عما هو سلبي، وأن نتيح له فرصة التفاعل مع الأطفال الآخرين بقدر الإمكان، ويمكن أيضا تقييم حالته عند مختص لطب الأطفال من الناحية الارتقائية والتطورية والتكوينية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات